هل خانت نخبة السياسة والمال إقليم الناظور؟.. أزمة كورونا تعري الواقع

هل خانت نخبة السياسة والمال إقليم الناظور؟.. أزمة كورونا تعري الواقع
لا حديث في إقليم الناظور، سوى عن الأزمات التي أصبحت تحاصرها من كل حدب وصوب، ركود تجاري واقتصادي، غياب تام للمجالس المنتخبة، مشاريع محتشمة لا تستهدف الفئات الهشة والشباب البطالي بشكل مباشر، وملفات أخرى أضحت الشغل الشاغل للمواطن في ظل عدم تفاعل نخب السياسة ورجال المال والأعمال مع دعوات الساكنة التي طال انتظارها لاستنشاق نسيم التغيير الذي كان شعاراً حاضرا بقوة في الحملة الانتخابية الأخيرة.

مدينة الناظور، مركز الإقليم، تحولت إلى حظيرة خاوية على عروشها، إذ لا حديث في مؤسستها المنتخبة عن أي مشاريع تنموية أو اقتصادية، وذلك بالرغم من دخول المجلس الحالي شهره العشرين، حيث إن الصراعات السياسوية والدفاع عن ما هو شخصي واتقان دور "المنقذ" في الدورات هو الطاغي في معظم الاجتماعات والدورات، فيما تحولت المصلحة العامة إلى شعارا لتبرير الفشل في وقت يرفض فيه المنتخبون تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية والتاريخية.

هذه المدينة، التي كانت في الأمس القريب يضرب بها المثال في الرواج التجاري والمداخيل التي تدرها على خزينة الدولة، تحولت في رمشة عين إلى منطقة يصعب على أبنائها الشعور فيها بالاستقرار الاجتماعي، الأمر الذي غذى رغبة الهجرة وركوب قوارب الموت لدى فئة عريضة من الشباب، فيما يكتفي السياسيون ورجال المال بأداء دور المتفرج، دون أن يسجلوا أي موقف أو مبادرة يوقفون بها هذه الازمات التي تكبر يوما بعد آخر منذ جائحة كورونا.

نفس المشاهد، يمكن لمن يزور الإقليم أو يعيش فيه أن يلاحظها في الجماعات الأخرى التابعة للناظور، والبالغ عددها 23، حيث وإن كانت في السابق عبارة عن وحدات حظرية وقروية قادرة على الدفع بنفسها نحو توفير الحد الأدنى من ظروف العيش الكريم لقاطنيها، إلا أنها اليوم ومنذ جائحة كورونا، تحولت إلى بلدات خاوية على عروشها، وذلك دون أن تظهر فيها بوادر للتغيير أو اقتراحات إيجابية تتبناها المجالس المحلية وتبحث لها عن آليات للتمويل والشراكة مع متدخلين محليين وجهويين وبمركز المملكة.

وفي ظل هذا الوضع الذي قد يجعل في حال استمراره من الناظور جزء غير منتج ولا يوفر مناصب الشغل لأبنائه، فقد تبرز ظواهر سلبية جديدة، وهو ما تخشاه الساكنة، الأمر الذي يقتضي الضغط من داخل المؤسسات والترافع على مصالح المنطقة من طرف من وضع فيهم المواطنون الثقة وجعلوهم ممثلين لهم في الجماعات المحلية، والمجلس الإقليمي، ومجلس جهة الشرق، والبرلمان بغرفتيه والحكومة، وصمتهم يعكس خذلانا غير مبرر وخيانة للوعود التي قطعوها.

إلى ذلك، فإن إيهام الساكنة من طرف النخبة السياسية بورشي مارتشيكا وميناء غرب المتوسط، ومحاولة الركوب عليهما لكسب التعاطف، فهي خرجات مفضوحة ومكشوفة مادام هذين المشروعين الكبيرين ينجزان تحت إشراف الملك محمد السادس، ونتائجهما لا يمكن الحديث عنها اليوم أو العام القادم.

السبت 6 ماي - 18:40
مصدر : nadorcity.com.