شاهدوا.. من هذا الميناء الحربي بالناظور أطلقت طائرات تحمل الغازات السامة لقصف أهل الريف

شاهدوا.. من هذا الميناء الحربي بالناظور أطلقت طائرات تحمل الغازات السامة لقصف أهل الريف
هناك في منطقة "غاسي" التابعة لتراب جماعة بني أنصار حاليا (الناظور)، وعلى بحيرة مارتشيكا بضع صخور شاهدة على ما كانت عليه سابقا، بعد أن كونت لأعوام رصيفا على ميناء حربي محاذي لمعمل إنتاج الغازات السامة، تلك التي بواسطتها أبيدت المقاومة في الريف وأبيد أبناء الريف الكبير من طرف الإستعمار الغاشم معضدا بألمانيا وفرنسا.

أي نعم، تلك السنون الغابرة لم تمحى لدى من دوّن في قرطاس الإسبان تاريخ جرائم الحرب، كما لن تنسى عند الباحث في تاريخ الريف الأستاذ الدريوش الذي جال بنا اليوم في حلقة جديدة من مسيرته المصورة والتي يذيعها الزميل بدر أعراب، (جال بنا) حول ما أكد أنه ميناء قديم كان يستعمله الإسبان لإطلاق طائرات برمائي تحمل الغازات السامة للقصف بها في جبال الريف إبان حقبة المقاومة.

وتحدث الباحث الدريوش عن كيف سعت إسبانيا من خلال معمل أنشأته بالمنطقة، وبتنسيق مع قيصر ألمانيا آنذاك إلى إمطار طائرات للغازات السامة بالمنطقة، وعما ترتب عنه من تسميم الأراضي بالريف لاحقا.

ورغم كونها ماتعة، فحلقة اليوم تحمل معها الأسى على ما حدث.. وأيضا على أطلال أتلفت بالناظور ولو أن دلالتها قاسية فهي شهادة على عصر من عصور الريف والمغرب عامة، كان لزاما الحفاظ عليها كمعلمة تاريخية سوداء كما يحدث في معظم الدول المتقدمة التي عانت ويلات الحروب، فقد أتلف ما تبقى من معالم معمل سري لإنتاج الغازات السامة بالمنطقة، بعد أن كان المستعمر يستورد المادة الخام من هامبورغ الألمانية ليتم التكرير والمزج في الناظور على بعد أمتار من الميناء المذكور، حتى يسهل نقل تلك الغازات التي دمرت الأخضر واليابس بالريف، ودمرت الجينات وخلفات ملايين المرضى بالسرطان من أحفاذ المصابين يومها، وصولا إلى يومنا هذا بالوراثة.

هذا، وخلال ما كان يسمى بحرب الريف الثالثة في المغرب والتي كانت منطقة خاضعة للإستعمار الإسباني في الفترة ما بين 1921 و1927، ألقى الجيش الإسباني في افريقيا بقنابل تجريبية كيميائية في محاولة منه لاخماد مقاومة شمال المغرب بقيادة زعيم المقاومين محمد بن عبد الكريم الخطابي

تلك الهجمات التي وقعت في العام 1924 هي المرة الأولى التي تقصف فيها طائرات بغاز الخردل، أي قبل سنة واحةد من توقيع اتفاقية جنيف التي حظرت الاستعمال الحربي للغازات الخانقة أو السامة أو غيرها من الغازات والوسائل الحربية البكتريولوجي.

ذات الغازات يقول الدريوش بأن مادتها الخام كانت تنقل من ألمانيا صوب مدريد، ثم إلى مليلة قبل أن تصل إلى الميناء المذكور ثم المعمل الذي تحول لاحقا إلى محجز للسيارات بمنطقة غاسي بالناظور.

الاحد 26 مارس - 17:50

مصدر : nadorcity.com.