شاهدوا.. دار القرآن بالدريوش.. صرح ديني يواصل العناية بكتاب الله لربع قرن بفضل دعم المحسنين

شاهدوا.. دار القرآن بالدريوش.. صرح ديني يواصل العناية بكتاب الله لربع قرن بفضل دعم المحسنين
تعتبر مدرسة عثمان بن عفان للتعليم العتيق، المدرسة الأولى التي تعنى بتحفيظ القرآن الكريم وتدريس علومه بمدينة الدريوش، والتي تأسست سنة 1999 على يد الشيخ الصالح محمد بن عبد السلام الوكيلي رحمة الله عليه، حيث ظلت منارة دينية وعلمية مضيئة داخل المدينة، ومحاجا نموذجيا للعديد من الراغبين في التعلم وحفظ القرآن الكريم وترتيله.

وعلاوة على وظيفتها الأساسية في تحفيظ القرآن الكريم للذكور والإناث، تضطلع هذه المؤسسة بأدوار تعليمية مهمة، حيث ساهمت في برنامج التعليم الأولي وحملت لواءه قبل أن تتبناه أي مؤسسة أخرى، كما ساهمت في برنامج محو الأمية، وتقديم دروس علمية للطلبة والتلاميذ المنضوين في برامج التعليم العتيق تحت إشراف ثلة من الفقهاء والأساتذة.

وقد كانت المؤسسة فأل خير وبذرة بركة في إقليم الدريوش، إذ إن عددا من المدن المجاورة حذت حذوها وسلكت طريقها، فأنشئت عدد من المدارس العتيقة والكتاتيب القرآنية بكل من ميضار وابن الطيب وعين الزهرة وبودينار والكبداني وقاسيطا وأخيرها قبل أيام بجماعة ازلاف.

كما تركز المؤسسة على التربية على القيم والأخلاق النبيلة التي تستمد من تعاليم القرآن الكريم والسنة النبوية التي ترقى بصاحبها في مدارج ومقامات الإيمان والإحسان، في مسعى لتوفير شروط الإشباع الروحي والمساعدة على حفظ القرآن الكريم، وإتقان ترتيله، نهيك عن مساهمة المؤسسة في إحياء عدد من الأيام الدينية والوطنية وتعريف الناس بها.

وقد ساهمت مدرسة عثمان بن عفان للتعليم العتيق بمدينة الدريوش في تخرج أفواج من الشباب الحافظين لكتاب الله حفظا وترتيلا وتفسيرا وتجويدا، وفق المنهج العملي الذي يتميز به المغاربة تحت إمارة أمير المؤمنين الملك محمد السادس نصره الله.

ولا أدل على نجاح المؤسسة وتحقق بعض أهدافها من أن عددا من خريجيها يؤمون الناس في عدد من المساجد داخل المغرب وخارجه، كما أن عددا منهم واصل دراسته والتحق بالتعليم العالي، بل منهم من التحق بسلك الوظيفة العمومية.

ولا زالت المؤسسة إلى اليوم تشتغل على تحفيظ القرآن الكريم وتقريبه من الناشئة وجرها إلى الوسطية والاعتدال وحمايتها من الانحرافات السلوكية والفكرية والأخلاقية، رغم قلة الدعم، حيث أن المؤسسة يساهم في تسييرها عدد من المحسنين الراغبين في نيل أجر ومثوبة تعلم القرآن وتعليمه من مالهم الخاص.

هذا وإن هذه المؤسسة لتعتبر فخرا لساكنة مدينة الدريوش والإقليم عموما، إذ إنها تعتبر شمعة مضيئة تنشر نورا من الأجواء الإيمانية والتعبدية المعطرة بنفحات التربية السلوكية والدعاء والخشوع والذكر والاستغفار وتزكية النفس.

الجمعة 24 مارس - 23:41

مصدر : nadorcity.com.