التوفيق يعطي تعليماته بإلقاء خطبة جمعة موحدة حول التلاعب في الأسعار واحتكار السلع

التوفيق يعطي تعليماته بإلقاء خطبة جمعة موحدة حول التلاعب في الأسعار واحتكار السلع
قامت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، بإصدار مذكرة لمندوبيها، من أجل اعتماد خطبة موحدة يوم

الجمعة المقبل، حول موضوع النهي عن احتكار السلع والتلاعب بالأسعار.

ودعا وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، مندوبي الشؤون الإسلامية إلى تبليغ نص الخطبة بشكل عاجل إلى جميع خطباء المساجد.

كما طالب الوزير من مندوبي الشؤون الإسلامية، إلى حث خطباء المساجد على وجوب التقيد بنص الخطبة الموحدة وعدم التصرف فيها.

وجاء في نص الخطبة، أيها الإخوة المؤمنون، فقد شاءت حكمة الله تعالى أن يكون التعاون وتبادل المنافع هو الأساس الذي يعيش عليه الناس في حياتهم اليومية، كما قال سبحانه وتعالى: (نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ الْحَيَوةِ الدُّنْيا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيَا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونٌ)، أي سخرنا بعضهم لبعض في جلب المنافع ودفع المضار، ويتجلى استحضار هذا الأمر أكثر في أبواب المعاملات من بيع وشراء وإجارة وتبرعات، وغيرها من المعاملات المختلفة، التي تمس الحاجة إليها، و يتبادل فيها الناس المنافع، هذا الأمر الذي ينبغي أن يبنى على قاعدتين كبيرتين: الأولى حب الخير للناس، والثانية عدم الإضرار بهم ، وهما قاعدتان مأخوذتان من حديثين نبويين عظيمين: الأول قوله : “لا يومن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه”. والثاني قوله ﷺ : “لا ضرر ولا ضرار”

وأكدت الخطبة، على أنه من الأمور التي نهى عنها الشرع، الاحتكار للسلع والانتظار بها غلاء الأسعار، مشيرة إلى أنه أمر نهى عنه النبي ﷺ في قوله: “لا يحتكر إلا خاطئ” رواه مسلم في صحيحه والخاطئ هو المذنب العاصي، والمؤمن لا يسعى في ما يدخله في جملة المذنبين الخاطئين،كما ورد في حديث آخر : الجالب” مرزوق والمحتكر ملعون”، رواه ابن ماجة. والجالب هو الذي يأتي بالسلع إلى السوق، ويبيعها بسعر يومها، ثم يذهب لجلب سلع أخرى وهكذا، ويسمى في كتب الفقه المدير؛ لأنه يدير تجارته وسلعه في الأسواق، ولا يحتكرها ليرصد بها الغلاء” والمحتكر عكسه، يشتري السلع ويخبئها منتظرا غلاء الأسعار، ولهذا استحق ما أشار إليه الحديث السابق من الطرد والإبعاد عند الله تعالى. وكفى المحتكر انحرافا أنه يحزن لرخص الأقوات، إذا فرح الناس، ويفرح لغلائها وشدة وقعها على الناس، كما روى الطبراني في معجمه عن معاذ بن جبل قال: سألت النبي ﷺ عن الاحتكار ما هو؟ قال: “إذا سمع برخص ساءه، وإذا سمع بغلاء فرح به بنس العبد المحتكر، إن أرخص الله الأسعار حزن، وإن أغلاها فرح”.

وشدد نص الخطبة، على أن احتكار السلع من أجل بيعها بثمن مرتفع، يخالف المطلوب في قوله ﷺ: “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.

وزادت، أن احتكار السلع والتلاعب بالأسعار، يعتبران من المخالفات الشرعية التي تتنافى بشكل كبير مع مبادئ التراحم والتعاطف والمودة الواردة في هذا الحديث النبوي، وتخاف كذلك ما أمر به الشرع من تخفيف معاناة المسلمين، وتفريج كرباتهم في مثل قوله، “المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يُسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة”.

الاربعاء 15 مارس - 23:06
مصدر : nadorcity.com.