مصحات الناظور التي تطالب بالشيك الفارغ أو تتلاعب بفواتير العلاج مهددة بالوقوف أمام وكيل الملك

مصحات الناظور التي تطالب بالشيك الفارغ أو تتلاعب بفواتير العلاج مهددة بالوقوف أمام وكيل الملك
قال مجلس المنافسة إن ممارسة شيكات الضمان التي تلجأ إليها بعض المصحات الخاصة غير قانونية، ويجب تبليغ الوكيل العام للملك بها، لأنها محظورة قانونا، بمقتضى القانون الجنائي، ناهيك عن عدم فوترة مبالغ غير قانونية تطالب به المرضى خصوصا في حالة الإذن المسبق للتغطية الصحية الإجبارية عن المرض.

هذا، وقد أصدر مجلس المنافسة رأيه في تقرير حول وضعية المنافسة داخل السوق الوطنية للرعاية الطبية المقدمة من لدن المصحات الخاصة والمؤسسات المماثلة لها بالمملكة.

وقد اتخذ مجلس المنافسة مبادرة الإدلاء برأيه، من أجل التحقيق ودراسة وافتحاص وضعية المنافسة داخل السوق الوطنية للرعاية الطبية المقدمة من طرف المصحات الخاصة والمؤسسات المماثلة لها في المغرب”.

ويندرج هذا القرار"على ضوء تفعيل إصلاحات كبيرة ذات صلة بقطاع الصحة بالمغرب، وفي سياق تعميم نظام التأمين االإجباري الأساسي عن المرض بحلول نهاية سنة 2022”.

ولفت إلى أنه، ومن باب التذكير، فقد عمل المغرب، على مدى عشرات السنوات الماضية، على إصلاح قطاعه الصحي، خصوصا عن طريق إحداث أنظمة التغطية الصحية الأساسية، كما يتضح من خلال إدراج نظام التأمين الإجباري الأساسي عن المرض سنة 2005 وتعميم نظام المساعدة الطبية (راميد) سنة 2012.

وأبرز التقرير ذاته، أن مجلس المنافسة يقترح، في هذا الصدد، دراسة الدينامية التي تعرفها هذه السوق وتأثيرها على المنافسة على مستوى القطاع المعني، وانكب بالتالي على تحليل الإطار التشريعي والتنظيمي الذي يؤطره، وتقديم بنية السوق، لاسيما العرض والطلب ومستوى التركيز، ودراسة وضعية المنافسة داخل السوق المذكورة ونظامتها، فضلا عن تحليل عينة من التجارب الدولية في مجال أسواق الرعاية الطبية المقدمة من طرف المؤسسات الخاصة، كما اقترح المجلس توصيات بهدف تحفيز المنافسة في هذه السوق وتعزيز نموها، بشكل يمكن هذا القطاع من الاضطلاع بدوره بالكامل في تعزيز قدرات الرعاية الطبية بالمملكة، والتي أضحت أحد الشروط الحتمية لإقلاعه الاقتصادي.

وشدد مجلس المنافسة على أن ممارسة شيكات الضمان التي تلجأ إليها بعض المصحات الخاصة غير قانونية، ويجب تبليغ الوكيل العام للملك بها، لأنها محظورة بمقتضى القانون الجنائي. أتى ذلك في رأي أصدره المجلس حول “وضعية المنافسة داخل السوق الوطنية للرعاية الطبية المقدمة من لدن المصحات الخاصة والمؤسسات المماثلة لها”، أشار فيه إلى أن بعض المصحات الخاصة تلجأ إلى هذه الممارسة كضمانات لتسديد تكاليف الخدمات المنجزة لصالح المريض، فيما غالباً ما يشتكي المرضى من ممارسة أداء مبالغ خدمات غير مدرجة في فاتورة العلاج.

كما وأكد مجلس المنافسة على أن “هذه الممارسة تهم بالدرجة الأولى الأطباء أكثر مما تتعلق بالمصحات، إذ يتوصل الطبيب بهذه المبالغ بطريقة تقديرية في معظم الحالات، علاوة على الأتعاب التي يتقاضاها من المصحة مقابل خدماته”.

و أوصى ذات المجلس بتبليغ الوكيل العام للملك بالممارسة المتعلقة بشيك الضمان، ومعاقبة المطالبين به بشدة من طرف العدالة، لأنها محظورة رسمياً بمقتضى القانون الجنائي والقانون رقم 113.13، وبهدف محاربة اللجوء المفرط من المصحات الخاصة إلى هذه الممارسة رغم طابعها غير الشرعي يقترح المجلس إحداث صندوق ضمان جماعي، يمكن تحديد كيفيات تمويله لاحقا، لتمكين المصحات الخاصة من تحمل المصاريف المتبقية على عاتق المرضى في حالة عجزهم عن الأداء.

وشملت توصيات المجلس تفعيل المقتضيات القانونية المتعلقة بقواعد إشهار تعريف الخدمات بالمصحات الخاصة، وإقرار عقوبات زجرية في حق المخالفين، لأن الممارسة العملية تكشف أنه من النادر ما يتم الامتثال لقواعد القانون رقم 131.13 والقانون 31.08 المتعلق بتحديد تدابير لحماية المستهلك.

ودعا ذات المصدر إلى “تعزيز المراقبة باعتبارها مسألة ضرورية لضمان شفافية السوق”، إذ أشار إلى أنه “يتعين بشكل واضح إشهار تعريفة كل خدمة من الخدمات المقدمة، وكذلك مصاريف المبيت، تحت طائلة تطبيق عقوبات زجرية ومالية وإدارية”. وتحدث المجلس عن أهمية تعزيز المراقبة الجبائية للمصحات الخاصة، وحثها على إجراء افتحاص منتظم لحساباتها بهدف محاربة ظاهرة التصريح الناقص المنتشر على نطاق واسع، إذ قال إن هناك حاجة ملحة إلى مزيد من الشفافية في ظل رصد حالات مكثفة للتصريح الناقص لرقم المعاملات أثناء عمليات التحقيق المنجزة من قبل الإدارة الجبائية طيلة السنوات الأخيرة.

و اقترح المجلس العمل على تسريع وتيرة رقمنة ملف المريض، في سياق تعميم التغطية الصحية الأساسية، التي ستساهم في تحسين تتبع مسار الأعمال المنجزة واحتسابها، وكذا مراقبتها من طرف الهيئات المدبرة للتأمين الإجباري الأساسي عن المرض والإدارة الجبائية.

وأوصت ذات الهيئة بضمان حماية أفضل للمرضى من خلال التنصيص على إلزامية التحمل الفوري للمريض من قبل المصحات الخاصة في الحالات المستعجلة، مع ضمان شفافية الأعمال المراد إنجازها وتعريفتها، وقالت إن انتهاك هذه الممارسة يصنف في خانة عدم تقديم المساعدة لشخص في حالة خطر واستغلال الضعف المحظور بمقتضى القانون رقم 31.08 القاضي بتحديد تدابير لحماية المستهلك.

ورصد المجلس اختلالات أخرى تتمثل في نشر الإشعار المتعلق بوجود المستعجلات على مدار الساعة في الواجهة الأمامية للمؤسسات، موردا أنه في حالة عدم توفر هذه الخدمات يمكن اعتبار هذا الإشهار في خانة الإعلان المضلل، وتنبغي معاقبته بشدة، وي كأنه عمل احتيالي.

الثلاثاء 13 ديسمبر - 00:04
مصدر : nadorcity.com.