مهنيو "البرويطة" بالأسواق الأسبوعية.. عمل شاق وأجر زهيد

مهنيو "البرويطة" بالأسواق الأسبوعية.. عمل شاق وأجر زهيد
تقول العبرة "يوجد في النهر مالا يوجد في البحر"، وفي منطقة الريف، توجد في الأسواق الأسبوعية مهن وحرف كثيرة غائبة تماما في مراكز التسوق العصرية، منها تلك التي توارثتها الأجيال أبا عن جد، وأخرى يلجأ إليها الشباب بعدما أغلقت في وجوههم كل الأبواب، لكن وبما أن الأمر يتعلق بمهن غير مقننة وتمارس بشكل عشوائي، فإن أجرها سيكون زهيدا بالرغم من منافعها الكثيرة.

ويحافظ السوق الأسبوعي بأزغنغان، الذي ينعقد كل اثنين وخميس، على أغلب المهن القديمة، ومن بينها "البرويطة" أو عجلة اليد، هذه الموغلة في القدم، يجرها أطفال وشباب وشيوخ لنقل مقتنيات المواطنين، بمقابل مادي يتراوح ما بين 3 و 10 دراهم، كل زبون حسب قدرته الشرائية.

وفي هذا الصدد، يؤكد "محمد" أنه عمل في البرويطة لأزيد من 20 سنة، وقد ظل يتنقل بين الأسواق الأسبوعية لحمل مقتنيات المتسوقين من الخضر والفواكه إلى منازلهم أو سياراتهم خارج أسوار هذا المرفق، لكن المهنة لم تضمن له أي دخل كريم، باستثناء بعض الدراهم القليلة التي ينفقها على المأكل والمشرب.

بنبرة حزينة، يؤكد "محمد" أن عناء البرويطة وتعبها أكثر بكثير من ربحها، وبالرغ من ذلك فإن الظروف حتمت عليه الاستمرار في المهنة لكونه لم يحصل على بديل اقتصادي يضمن له العيش الكريم، مؤكدا أنه طرق أبواب عدد من الشركات والمصانع لكنها رفضت تشغيله.

ويوضح شاب آخر في مقتبل العمر، أنه حصل على البكالوريا لكن نفق البطالة المظلم أرغمه على سلك مسار هذه المهنة القديمة، حيث يحل باكرا في الأسواق الأسبوعية لنقل متقنيات المواطنية بعربة اليد، وهذا العمل شاق للغاية وأجره زهيد حسب ما أكده.

وأوضح المتحدث، أن ما يجنيه من المهنة يصرفه على المأكل والمشرب والكراء، آملا في أن يحن عليه الزمان ويمنحه فرصة الحصول على منصب شغل قار يقيه شر هذا العمل المنهك.

ويوجد الكثير من أمثال محمد في الأسواق الأسبوعية، ضمنهم أطفال وشباب وشيوخ أنهكهم الزمن، لكن لا أحد يأخذ بيدهم ليمنحهم على الأقل وسيلة عمل مريحة في إطار تطوير هذه المهنة، وبين هؤلاء آخرون ورثوا المهنة عن آبائهم وأجدادهم وظلوا فيها راضين بما قسمه الله عليهم، معتبرين أن الأرزاق بيد الله ولا بد من حمده وشكره ما دام كنز الصحة والهناء لا يفارقهم.

الجمعة 18 نونبر - 00:20

مصدر : nadorcity.com.