شاهدوا.. جولة بمدينة بالناظور تأسست قبل الميلاد بـ 200 سنة اختفت تحفها بعد الإستعمار

شاهدوا.. جولة بمدينة بالناظور تأسست قبل الميلاد بـ 200 سنة اختفت تحفها بعد الإستعمار
غير بعيد عن المدينة الأثرية التي تعتبر النواة التاريخية للمنطقة ككل، رسى اليزيد الدريوش الباحث في تاريخ المنطقة، ماضيا من إعزانن ببني بوغافر، نحو المدينة المتوسطية الأثرية غساسة هذه المرة.

اختار اليزيد رفقة الزميل بدر أعراب موثق هذا الاستكشاف، أطلال المدينة الأثرية القديمة غساسة والتي قال عنها باحثون كثر أمثاله وأمثال برومي والفكيكي وغيرهم أنها أولى المدن بالريف، وهي ذات جذور تاريخية تعود إلى مئتي سنة قبل الميلاد.

يستطرد اليزيد في طبونوميا المنطقة قائلا، بأنها كانت تسمى بـ "تاكونيت"، وشهدت ازدهارا في عهد المرينين والموحدين، وهي معروفة بالعديد من الأحداث التاريخية، أبرزها نزول ملك غرناطة آخر ملوك الأندلس بها بعد طرده وبعد مغادرته إثر سقوطها سنة 1492، وهو عبد الله الصغير، وكذا نزول إدريس الأول الهارب من العباسيين بالمشرق الذي لجأ إلى مرسى غساسة لتطأ قدمه البلاد.

إشعاع غساسة يقول الباحث، يضرب في القدم، وله علاقة تاريخية بالعديد مدن المتوسطية كمملكة كاطالونيا، ومملكة جنوا ومدن الاسكندرية وبجاية في تعاملاتها التجارية، وكان لغساسة إشعاع زاهر، ما دفع لإنجاز حفريات وأعمال أركيولوجيا فيها، على يد الأركيولوجي الإسباني رافاييل دي كاسترو، والذي ألف كتابا أسماه "روينا دي غساسة" يضم أبحاثه الأثرية فيها، والتحف التي وجدها فيها.

يروي المؤرخ اليزيد أن الأثار والأيقونات التي وجدها دي كاسترو وضعت بمتحف الناظور، وبمتحف آخر قديم مجاور لغساسة سابقا، وللأسف اندثر المتحفان بعد الإستقلال، واختفت معهما جميع التحف والآثار المكتشفة.

يمضي اليزيد في رحلته الميدانية شارحا عن تواجد ضريح العالم الغرناطي "سيدي مسعود الخصاصي الغرناطي" بالمنطقة، والمتحدر من العائلة التي لديها العديد من الأعقاب والأحفاذ بالمغرب على غرار أهل منطقة "لاخصاص" بأكادير حاليا والذين قيل عنهم أنهم حفدة هذا العالم، وقد دفن بغساسة ومعه العديد من الشهداء الذي قضوا أثناء التصدي للحروب الصليبية.

ولم يفوت اليزيد هذه المرة أن يشير إلى أن هناك مجال كبير للأبحاث استمرارا لما وجده الإسبان على يد رافاييل بالمنطقة، فمثلا في تافوغالت لا زالت هناك اكتشافات مترسلة زمنيا مع الأبحاث، وغساسة الريفية، لا تزال متعطشة للمزيد من الأبحاث الميدانية فيها، بعد الأبحاث غير المكتملة لرافاييل دي كاسترو.

ومن غساسة يقول اليزيد الدريوش، انطلق المشاركون في معركة عقاب من مرسى المدينة، ولطالما استقبلت المهاجرين من الأندلس والموريسكيين القادمين من غرناطة.

وفي نداء باحث، قال المتحدث، أن غساسة تتحدى لصوص الآثار والمخربين وعوامل التعرية مثلها مثل روسادير وغيرها من أطلال الأثريات العظمى بالريف.

ويظل المشهود -غير مفاجئ للباحثين- ركاما وأسوار مهددة، كما الحال في ما سبق وصفه على ذات القناة من الآثار، بينما يتأف اليزيد هنا على اختفاء السلالم الصخرية بالمنطقة، تلك المنحوتة على الصخور، غرار معمار الإنكا والمايا في الحضارات القديمة.

الثلاثاء 8 نونبر - 23:55
مصدر : nadorcity.com.