انطلاقا من الناظور.. مسؤولو السكك الحديدية يخدعون أطفال المخيمات

انطلاقا من الناظور.. مسؤولو السكك الحديدية يخدعون أطفال المخيمات
في الوقت الذي تراهن فيه الحكومة الجديدة على إنجاح العملية التخييمية بالمملكة، من خلال إجراءات جديدة أحدثت على العرض الوطني للتخييم، يظل نجاح هذا البرنامج الحكومي رهين بمدى تماسك وأمانة الشركاء في أداء عملهم، فمن ناحية الشريك المنوط به النقل، فقد خدل قطاع السكك الحديدية هذه السنة على غرار سنوات سابقة أطفال المغرب خصوصا الناظوريين منهم، حينما ارتحل عدد منهم على متن القطارات لأزيد من عشر ساعات وهم واقفين في الممرات ومفترشين للأرض..

وفي صورة بشعة من عدم الأمانة، يحكي مسؤولو إحدى الجمعيات المشاركة في العرض الوطني للتخييم خلال المرحلة الثالثة الحالية، معانات الأطفال مع الكذب والوهم الذي تلقوه انطلاقا من محطة الناظور المدينة، في تفاصيل لم يسبق أن حدثت من قبل.

قصد مسؤولو الجهة المنظمة للمخيم الصيفي نحو إحدى مدن الشمال محطة القطار بالناظور قصد حجز تذاكر ومقاعد للأطفال 48 ساعة قبل موعد السفر، ففوجؤوا بغياب رئيس المحطة، في الوقت الذي طولبت الجمعية (إجبارا) بدفع ثمن رحلتي الذهاب والإياب حتى وإن لم تبرمج الجمعية الإياب على متن القطار.

المفاجئة الثانية: سربي راسك ولا يمشي التران

فور توديع الاطفال لآبائهم بمحطة القطار بالناظور، وعدد هؤلاء المستفيدين الصغار يعد بالعشرات، دعى موظفو المحطة إلى تسريع إركاب الأطفال، كون " التران ماعندوش الوقت" ورغم وجود العشرات من الأمتعة والحقائب الثقيلة، استمات أطر الجمعية من أجل إركاب الأطفال وإرفاق الأمتعة بسرعة على أرضية القطار، في الوقت الذي تفاجئ هؤلاء بأن المحطة لم تحجز لرحلة المخيم قاطرة خاصة كماهو المعمول به، بل ظل الركاب في شجار مع المسافرين الصغار طيلة الرحلة محاولين اقتحام أماكنهم، واشتكى آخرون من "إزعاج" الأطفال لهم بالأناشيد..

الطامة الكبرى: لا أحد يعلم بقدوم رحلة لأطفال المخيم إلى محطات المملكة متجهة نحو الشمال

وصل إلى سيدي قاسم قطار انطلق من الناظور على متنه عشرات الأطفال متجهين نحو المخيم الذي ينشدونه، بعد أن أملوا الاستفادة من رحلة كلها متعة واستجمام على متن القطار، كجزء من مغامرات المخيم، فيما تحولت تلك إلى ما يشبه الجحيم، حيث، قال مسؤول داخل القطار أنه لا يعلم يوجود أطفال المخيم ولا بوجهتهم، وأنه عليهم النزول بسرعة في محطة سيدي قاسم لانتظار قطار آخر سيصل بعد ساعة، في الوقت الذي كان واجبا على الأطفال النط بسرعة من القطار كالعادة بأمتعتهم.

الكارثة: أطفال المخيم يفترشون أرضية القطار ولا توجد مقاعد شاغرة..

حينما امتطى الاطفال قطار :"المواصلة" المار بسرعة من سيدي قاسم وهو قادم من فاس بعد انتظارهم لساعة، على رصيف المحطة، ظل الأطفال يرفقون حقائبهم بسرعة على متن القطار الشبه متحرك، قبل أن يصطدموا بواقع جديد على متن القاطرة، حيث اكتظت الأخيرة بالركاب وظل الأطفال يحرسون حقائبهم واقفين بدون وجود مقاعد شاغرة، وقد بيعت مقاعدهم لركاب آخرين، بينما تم العثور بعد مجهود طويل، على مسؤول في مقدمة القطار، طالب مؤطري الأطفال بالصبر و إدخال الأطفال بين ركاب آخرين بعد استعطافهم، في الوقت الذي نجا الاطفال من العديد من الشجارات مع المارة الذين رفسوا حقائبهم على أرضية القطار.

وبعد وصول الأطفال إلى مخيمهم سيتجدد موعدهم مع رحلة الإياب المفروضة عليهم، والمدفوع ثمنها قسرا، مع إدارة المسؤولين عن القطار الظهر لهؤلاء، على غرار ما حدث للعديد من الأطفال بالجهة الشرقية والناظور وغيرها، فما الذي فعله رجال "السكك الحديدية" بأطفال الناظور؟ هل سيتم خداعهم للمرة الثانية؟؟ وكيف سيرد هؤلاء حول الدعوى القضائية التي رفعتها جمعية لوشام للثقافة والفن بالناظور بمسمى التعرض للنصب والاحتيال؟

الاثنين 8 غشت - 23:54
مصدر : nadorcity.com.