البرود يخيم على العلاقات المغربية الفرنسية والخروج من عباءة الفرنكوفونية وارد

البرود يخيم على العلاقات المغربية الفرنسية والخروج من عباءة الفرنكوفونية وارد
لازال البرود يخيم على العلاقات المغربية الفرنسية، في أزمة سياسية صامتة امتدت لأزيد من عام دون بوادر قريبة لانفراجها، ما أضحى يطرح تساءلات حول استمرار النفوذ الفرنسي في الانكماش في أفريقيا.

وإحدى تجليات هذا البرود هي حرب التأشيرات التي تفرضها فرنسا، من خلال تشديد شروط منحها للمواطنين المغاربة. وخفضت باريس عدد التأشيرات الممنوحة للمغاربة إلى حوالي النصف، مبررة سياستها هذه برفض المغرب طلب استرجاع مهاجرين غير القانونيين.

واتهمت الصحف الفرنسية الرباط باستعمال برنامج بيغاسوس الإسرائيلي للتجسس على الكثير من الشخصيات الفرنسية الكبرى وهو سبب آخر قد يكون من مسببات البرود في العلاقات.

كما تحدثت وسائل إعلامية فرنسية عن ضغط مغربي على باريس من أجل موقف أكثر تقدما بخصوص قضية الصحراء المغربية، بعد المواقف الأوروبية الأخيرة التي صدرت من مدريد وبرلين. وهو الأمر الذي لازالت فرنسا ترفضه.

وخسرت فرنسا كثيرا من نفوذها في المغرب، ومن آثار ذلك خسارتها لمعظم عقود تسلح الجيش المغربي التي استحوذت الولايات المتحدة الأمريكية على النسبة الأكبر منها، في بدأت المصالح الصينية مع المغرب تكبر على حساب المصالح الفرنسية.

وحتى عودة العلاقات المغربية الإسرائيلية أثر بالسلب على صادرات السلاح الفرنسية نحو المغرب، حيث أصبحت من بين الموردين المهمين للسلاح.

كما سبق أن خسرت باريس موقعها في صدارة أكبر شريك تجاري للمغرب لصالح اسبانيا، وتقهقرت إلى المرتبة الثانية. ناهيك عن انفتاح المغرب بشكل أكبر على الإنجليزية، الأمر الذي يمهد للقطع مع الفرنكفونية، التي تعتبر بمثابة القوة الناعمة لباريس تسهل عليها الحفاظ على مصالحها.

ودخول المغرب في شراكات مع دول حليفة للولايات المتحدة، وانفتاح السوق المغربية على شركات وموردين من الولايات المتحدة وشركاءها، والصين، يجعل من أمر تبني الإنجليزية، والقطيعة الفكرية مع الفرنكفونية أمر وارد الحدوث في حال استمرار العلاقات بشكلها الحالي.

الثلاثاء 12 يوليوز - 19:49
مصدر : nadorcity.com.