تفرعين "السيكيريتي" و غياب الأدوية.. اختلالات بالجملة في المستشفى الحسني تغضب المرضى ومرافقيهم

تفرعين "السيكيريتي" و غياب الأدوية.. اختلالات بالجملة في المستشفى الحسني تغضب المرضى ومرافقيهم
لا حديث بين مرافقي المرضى المتوافدين على المركز الاستشفائي الإقليمي الحسني بالناظور، سوى عن سلوكيات رجال الأمن الخاص الذين أصبحوا يتحكمون في كل شيء حتى في طريقة السماح للوافدين بزيارة المستعجلات وبعض الأقسام الأخرى، ناهيك عن الإهانات والتلفظ بعبارات مسيئة تجعل المرتفق يعتقد أنه أمام بوابة سجن ولا يتعلق الامر بمرفق، وإذا تمكن المريض من زيارة الطبيب فإنه سيقطع شوطا آخرا من المعاناة يتمثل في ضرورة البحث عن صيدلية الديمومة لاقتناء مسكنات الألم والحقن والأنابيب المستعملة في "السيروم"، بالرغم من أن هذه الأدوية توزعها وزارة الصحة على جميع المستشفيات العمومية من أجل منحها للمرضى الذين يكونون في حالة ماسة إلى التدخل الاستعجالي لإنقاذهم من مضاعفات الألم الذي يعانون منه.

وأكد عشرات المواطنين في حديثهم مع "ناظورسيتي"، أنهم عانوا كثيرا خلال زيارتهم للمستشفى الحسني خلال مناسبات كثيرة أو واحدة على الأقل، موضحين أن أول مشكل يعترضهم هو الاصطدام مع رجال الأمن الخاص الذين يحاولون فرض سياستهم الغريبة في الباب الخارجي حيث يلزمون الحالات الاستعجالية بالأداء أولا من أجل الدخول لزيارة الطبيب بالرغم من أن مهمتهم الوحيدة هي توفير الأمن لمرافق المستشفى ومرتفقيه دون التدخل في إصدار قرار إداري أو منع مواطن من حقه الدستوري، وذلك في تحد صارخ للمقتضيات القانونية التي تلزم المستشفيات والمصحات بتقديم العلاج للوافدين أولا.

وفي هذا الصدد، توصلت "ناظورسيتي"، بمراسلات لعشرات المواطنين يروون تجارب لهم داخل المستشفى، مؤكدين أن رجال الأمن الخاص لا يراعون بتاتا نفسية المرضى ومرافقيهم لاسيما الذين تكون حالتهم خطيرة وتقتضي التدخل الآني للطبيب المعالج، الأمر الذي جعل بعضهم يغيرون وجهتهم إلى المصحات الخاصة بالرغم من قدرتهم الشرائية الضعيفة وعدم توفرهم على المصاريف الكاملة للعلاج.

ونقل آخرون، معاناتهم مع مسلسل البحث عن أبسط مسكن للآلام يفترض أن يكون متوفرا في المستشفى، كـ "سيروم الباراسيتامول" و الحقن والأنابيب التي تستعمل في حقن المرضى، حيث يضطرون في ساعات متأخرة من الليل البحث عن وسيلة نقل تقلهم إلى صيدلية الحراسة لاقتناء ما يتطلبه التدخل العلاجي.

وفي هذا الإطار، قال مصدر صيدلاني في تصريح لـ"ناظورسيتي"، إنه تفاجأ أكثر من مرة من مرضى يطلبون منه خلال المداومة الحصول على بعض الأدوية والأنابيب الطبية، بالرغم من أن هذه المنتجات الطبية تخصص حصريا للمستشفيات وتمنح لها من طرف وزارة الصحة، الأمر الذي يجعل بعض المهنيين في حيرة من أمرهم حيث يتوسلون إلى شركات الأدوية تزويدهم ببعض "السيرومات" والحقن مراعاة لاحتياجات المرضى.

هذه الاختلالات الخطيرة حسب مصادر "ناظورسيتي" تحصل يوميا أمام مرآى ومسمع إدارة المستشفى ومندوبية وزارة الصحة، ناهيك عن تفاصيل أخرى أشد تعرفها أقسام الجراحة والنساء والأطفال...، حيث إن الحديث عن مشكل واحد بحد ذاته لا يكفي، في ظل صمت وزير الصحة آيت الطالب عن تفاصيل ما تقرير لجنة التفتيش التي حلت بالمرفق المغضوب عنه قبل ثلاثة أشهر.

وقبل أيام، وجهت البرلمانية فطيمة بن عزة، عن الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية، سؤالا كتابيا للوزير المذكور، تطالبه فيها بالافصاح عن مآل ومخرجات اللجنة التابعة للمفتشية العامة لوزارة الداخلية، والكشف عن النتائج والخلاصات التي توصلت إليها خلال حلولها بمستشفى الحسني.

وقالت بن عزة في سؤالها، إن مصالح وزارة الصحة سبق لها في شهر مارس المنصرم أن قامت بإيفاد لجنة تفتيش تابعة للمفتشية العامة من أجل الوقوف على مجمل الاختلالات والمشاكل التدبيرية والعراقيل التي يشهدها المستشفى الإقليمي الحسني بالناظور باعتباره المرفق الحيوي الهام الذي يتوافد عليه عدد كبير من مرضى الإقليم والمناطق المجاورة.

وأضافت "وبعد مرور أكثر من شهرين على إيفاد اللجنة المذكورة، دون أن نلمس ما قامت به على أرض الواقع، فإننا نسائلكم السيد الوزير، عن مآلها ومخرجاتها، وماهي النتائج والخلاصات التي توصلت إليها".

وسبق للبرلماني عن حزب التجمع الوطني للأحرار، محمد توحتوح، أن وجه أيضا، سؤالا كتابيا لخالد آيت الطاب، وزير الصحة والحماية الاجتماعية، أكد فيه أن اختلالات خطيرة وبالجملة يعرفها المركز الاستشفائي الإقليمي الحسني بالناظور، داعيا أن هذا يقع في ظل التغني بتحسين ظروف استقبال المرضى والعناية بهم وحفظ كرامتهم والتخفيف من معاناتهم وإطلاق مجموعة من البرامج الاجتماعية لمواجهة تكاليف العلاج، خصوصا لدى العائلات المعوزة والفقيرة.

إلى ذلك، يجمع أغلب المهتمين بشؤون الصحة في إقليم الناظور، أن ضعف الخدمات المقدمة في الكثير من أقسام المستشفى الحسني، جاءت نتيجة التماطل وعدم الاهتمام بالمرتفقين، ناهيك عن المحسوبية والزبونية، حيث أصبحت قاعدة تشكل عائق على الفئات الفقيرة، وتحرمها من الاستفادة من الخدمات التي يجيب أن تقدم بالمجان وبجودة كاملة، بالإضافة إلى تعامل بعض المسؤولين على القطاع بطريقة غير انسانية، نظير تغليب مصالحهم الشخصية على حساب صحة المواطنين الذين يخصهم صاحب الجلالة الملك محمد السادس بعناية كبيرة وخاصة.

الثلاثاء 21 يونيو - 19:40

مصدر : nadorcity.com.