مدينة الناظور بين رقي الماضي وفوضى الحاضر

مدينة الناظور بين رقي الماضي وفوضى الحاضر
رصد ميكروفون ناظورسيتي، آراء مجموعة من المهتمين بالمدينة وتاريخها، وطرح عليهم سؤال حول وضع الناظور الحالي، ومقارنته بماضي المدينة. وجاءت آراء المتحدثين متقاربة، سلطت الضوء على الكثير من الاختلالات البنيوية التي ينبغي معالجتها.

وفي جوابه على سؤالنا قال متحدث، أن مدينة الناظور تمتلك وجهين متناقضين، قسم قديم يعود إلى فترة الاحتلال الإسباني، يمتاز بكونه منظم، وتخطيط للشوارع، وهندسة للبنايات، ومرافق،... كلها أنشأت على أسس علمية، توفر حاجيات الساكنة.

ومن جانب آخر، وبعد خروج المستعمر يضيف المتحدث ظهرت مدينة أخرى ووجه جديد، حيث تميز بالفوضى، وعدم احترام الأسس التي يقوم عليها التخطيط الحضري للمدن، وانعدام مخطط تهيئة، ما أدى إلى وجود شوارع متداخلة، ومشاكل الصرف الصحي، وقلة المساحات الخضراء، والمتنزهات، ومواقف السيارات.

واسترسل المتحدث مبرزا عيوب المدينة الهيكلية، خصوصا ما يتعلق بعدم تناسب علو البنايات مع ضيق الشوارع وتداخلها، ما يبعث على عدم الارتياح في نفوس الساكنة... كل هذا يضيف المتحدث يثبت أن مسيري الشأن المحلي في السابق لم تكن لهم أية رؤية لوضع تصميم تهيئة للمدينة.

وخلص إلى أن هندسة المدينة هي ذاكرة الإنسان التي تبرز ثقافته، تاريخه وحضارته، بل وحتى ذكاءه، حيث إذا قبلت الساكنة العيش في مدينة بهذه الفوضوية، فهو مؤشر على تبخيس الذات قبل كل شيء. وتأسف على حال الناظور الجديد الذي كأن يأمل أن يكون اسم على مسمى، إلا أن عدوى الفوضى وصلته، ولازال الناظور القديم أفضل من الناظور الجديد.

وعن الحلول ناشد محدثنا المجالس المنتخبة بتخطيط تصاميم هندسية متجانسة وموحدة، وتفادي التفاوتات في ارتفاعات البنايات، واختلاف ألوانها، موضحا أن القيام بهذا لا يتطلب ميزانيات كبيرة، وإنما العمل والتخطيط السليم، والمدينة لديها مهندسين وكفاءات قادرين على إصلاح اختلالات تصميم التهيئة.

من جانبه تحدث إلينا "نور الدين أهبوس"، وهو متهم بتاريخ مدينة الناظور، صاحب مجموعة "نحن الناظور"، أشار إلى التخريب الذي تتعرض له البنايات التاريخية في المدينة، وكذلك "تخريب" شارع محمد الخامس، وهدم أجزاء من البناية التاريخية للعمالة التي تحولت اليوم إلى وكالة مارتشيكا. نفس الوضع المزري تعاني منه بناية البلدية التي أصبحت آيلة للسقوط وفي وضعية كارثية.

ولحسن الحظ يقول المتحدث نجت بناية النادي البحري من الهدم بعد تدخل ساكنة المدينة وعلى رأسهم أبناء الجالية الذي رافعوا عنها في الرباط لإنقاذها من الهدم. غير أن "ريكولاريس" لم يكن بنفس حظ النادي البحري،حيث تعرض للتخريب، وكان يمكن تحويله إلى مركز ثقافي للتاريخ.

وأبدى نور الدين استعداده منح البلدية مجموعة من صور المدينة لعرضها أمام الساكنة ليتعرفوا على تاريخها ووضعها قديما.

وقال زكريء الورياحي رئيس مركز دراسات تعاونيات التنمية المحلية، أن الناظور القديم من الناحية الهندسية وتصفيف الشوارع كما تركها المستعمر الاسباني، وجمالية المدينة بشكل عام كانت مثالية، بتنظيم مميز. بخلاف ما هو عليه الوضع على مستوى هندسة وتصميم الطرق بعد الفترة الكولونيالية، واقتح على جماعة الناظور الاقتباس من النمط الإسباني كون الأجمل.

وبخصوص بعض البنايات التي تركها الاحتلال الاسباني، يقول المتحدث أنها أصبحت جزءا من تراث وهوية المدينة، ينبغي صيانتها والحفاظ عليها.

بدوره قال متحدث رابع أن المدينة ليست مجرد بنايات إسمنتية، بل لكل مدينة هويتها. أما الناظور فرغم كونه مدينة جديدة إلا أنها بدون هوية، وتفتقر إلى وجود تصميم تهيئة عصري، وتغلب عليها الفوضى، ولا ترقى لتطلعات السكان. وهذا عكس المدينة القديمة التي كانت تتوفر على مواصفات المدينة رغم بساطتها، محملا مسؤولية الفوضى وانعدام جودة الحياة في المدينة للمسؤولين بمختلف أصنافهم منتخبين وغير منتخبين، وكذلك الساكنة والمجتمع المدني.

وأضاف أنه يجب توفر الفضاءات الخضراء، والمرافق الترفيهية، وتهيئة رصيف المشاة وتحريره من محتلي الملك العمومي.

واستنكر افتقار المدينة إلى مجموعة من المرافق مثل المسرح وقاعة السينيما، ومعاهد موسيقية، وفضاءات الطفولة...إلخ ودعى إلى التفكير في إصلاح ما يمكن إصلاحه من أجل الرقي بالمدينة إلى مستوى مدن القرن الواحد والعشرين.

الثلاثاء 14 يونيو - 10:29

مصدر : nadorcity.com.