عصر الأوبئة.. خبراء يحذرون من تهديدات مزيد من الأمراض الحيوانية

عصر الأوبئة.. خبراء يحذرون من تهديدات مزيد من الأمراض الحيوانية
مع انتشار مرض جدري القرود في جميع أنحاء العالم في أعقاب انتشار كوفيد 19، هناك مخاوف من أن زيادة تفشي الأمراض التي تنتقل من الحيوانات إلى البشر يمكن أن تؤدي إلى جائحة أخرى.

ورغم أن مثل هذه الأمراض - التي تسمى أمراض حيوانية المنشأ - كانت موجودة منذ آلاف السنين، فقد أصبحت أكثر شيوعًا في العقود الأخيرة بسبب إزالة الغابات، والزراعة الجماعية للماشية، وتغير المناخ وغيرها من الاضطرابات التي يسببها الإنسان في عالم الحيوان، كما يقول الخبراء.

ومن الأمراض الأخرى التي تنتقل من الحيوانات إلى البشر، هناك فيروس نقص المناعة البشرية، الإيبولا، زيكا، السارس، فيروس كورونا، إنفلونزا الطيور، والطاعون الدبلي.

قالت منظمة الصحة العالمية يوم الخميس الماضي إنها لا تزال تحقق في أصول كوفيد، لكن "أقوى الدلائل تشير إلى أن العدوى حيوانية المنشأ".

ومع تسجيل أكثر من 1000 حالة إصابة بمرض جدري القرود على مستوى العالم خلال الشهر الماضي، حذرت وكالة الأمم المتحدة من وجود خطر حقيقي من احتمال انتشار المرض في عشرات البلدان.

قال مدير الطوارئ في منظمة الصحة العالمية مايكل رايان الأسبوع الماضي إن "الأمر لا يقتصر على جدري القرود فقط"، فالطريقة التي يتفاعل بها البشر مع الحيوانات أصبحت "غير مستقرة".

وقال: "إن عدد المرات التي تنتقل فيها هذه الأمراض إلى الإنسان آخذة في الازدياد، وبالتبعية تتكاثر الفيروسات داخل أجسامنا وننقلها داخل مجتمعاتنا".

لم ينتقل فيروس جدري القرود إلى البشر مؤخرًا، إذ تم تحديد أول حالة بشرية في جمهورية الكونغو الديمقراطية في عام 1970 ومنذ ذلك الحين اقتصرت الإصابات على مناطق في وسط وغرب إفريقيا.

وأضاف أوليفييه ريستيف، عالم الأوبئة بجامعة كامبريدج، إنه على الرغم من اسمه، فإن "أحدث انتشار لجدري القرود لا علاقة له بالقردة".

وقال لفرانس برس انه بينما تم اكتشافه لأول مرة في قرود المكاك، فإن انتقال العدوى حيوانية المنشأ غالبا ما يكون من القوارض، وتنتشر الأوبئة عن طريق الاتصال الشخصي معها.

حوالي 60 في المائة من جميع الإصابات البشرية المعروفة حيوانية المصدر، وكذلك 75 في المائة من جميع الأمراض المعدية الجديدة والناشئة، وفقًا لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة.

وقال رستيف إن عدد مسببات الأمراض الحيوانية وتفشي الأمراض قد زاد في العقود القليلة الماضية بسبب النمو السكاني ونمو الثروة الحيوانية والتعدي على موائل الحياة البرية.

وقال: "لقد غيرت الحيوانات البرية سلوكياتها بشكل جذري استجابة للأنشطة البشرية، حيث هاجرت من مواطنها المستنزفة".

فالحيوانات التي تعاني من ضعف في جهاز المناعة والتي تتجول بالقرب من الناس والحيوانات الأليفة هي طريقة أكيدة لانتقال المزيد من العوامل الممرضة.

قال بنجامين روش، المتخصص في الأمراض الحيوانية المنشأ في المعهد الفرنسي لبحوث التنمية، إن إزالة الغابات كان لها تأثير كبير.

وقال لوكالة فرانس برس: إزالة الغابات تقلل من التنوع البيولوجي، نفقد الحيوانات التي تنظم بشكل طبيعي الفيروسات، مما يسمح لها بالانتشار بسهولة أكبر.

وربما يأتي أسوأ من ذلك، فقد حذرت دراسة من أن تغير المناخ يزيد من خطر حدوث جائحة آخرى.

وقالت الدراسة إنه مع هروب الحيوانات من موائلها الطبيعية التي ترتفع درجة حرارتها، فإنها ستلتقي بأنواع وحيوانات أخرى للمرة الأولى، ومن المحتمل أن تنقلها لبعضها البعض، فهناك أكثر من 10 آلاف نوع من الفيروسات حيوانية المنشأ يُعتقد أنها "تنتشر بصمت" بين الثدييات البرية، ومعظمها في الغابات الاستوائية.

وقال جريج ألبري، عالم بيئة الأمراض في جامعة جورج تاون والذي شارك في الدراسة، لوكالة فرانس برس أن "شبكة المضيف الممرض على وشك أن تتغير بشكل كبير".

يقول علماء الأوبئة أننا يجب أن نكون مستعدين، نحن بحاجة إلى تحسين المراقبة على كل من الحيوانات الحضرية والبرية حتى نتمكن من تحديد متى قفز العامل الممرض من نوع إلى آخر، حالما كان المضيف المتلقي حضريًا أو قريبًا من البشر، فيجب أن نشعر بالقلق.

قال إريك فيفر، المتخصص في الأمراض المعدية في جامعة ليفربول البريطانية والمعهد الدولي لبحوث الثروة الحيوانية في كينيا، إن مجموعة كاملة من الأمراض الجديدة التي يحتمل أن تكون خطرة قد تظهر - علينا أن نكون مستعدين.

وهذا يشمل تركيز الصحة العامة للسكان في البيئات النائية و دراسة بيئة هذه المناطق الطبيعية بشكل أفضل لفهم كيفية تفاعل الأنواع المختلفة.

قال رستيف أنه لا وجود لحل سحري - أفضل رهان لدينا هو العمل على جميع المستويات لتقليل المخاطر.

وقال: "نحن بحاجة إلى استثمارات ضخمة في تقديم الرعاية الصحية في الخطوط الأمامية وقدرات الاختبار للمجتمعات المحرومة في جميع أنحاء العالم ، بحيث يمكن اكتشاف الفيروسات وتحديدها والسيطرة عليها دون تأخير.

السبت 11 يونيو - 23:43
مصدر : nadorcity.com.