فيديو "الفلقة" يستنفر النيابة العامة

فيديو "الفلقة" يستنفر  النيابة العامة
أكدت مصادر متطابقة أن النيابة العامة فتحت تحقيقا حول واقعة "الفلقة" التي أثارات ضجة واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي، بعد تداول مقطع فيديو يظهر فيه فقيه وهو يعاقب أطفالا يبدوا أنهم يتتلمذون على يديه لحفظ القرآن الكريم، بطريقة وصفت على أنها عنيفة.

وذكرت المصادر أن المعطيات الأولية تشير أن مكان الحادثة يرجح أن تكون في إحدى قرى إقليم شفشاون. وقد باشرت عناصر الدرك الملكي عملية البحث من أجل التوصل بالتحديد إلى هوية الفقيه ومكان تصوير الفيديو.

هذا وقد أثار الحادث جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي بين رافض ومستنكر لطريقة تعامل الفقيه مع الأطفال واصفين إياها بالطريقة البالية واللا إنسانية، التي تنتج عنها تداعيات خطيرة تحطم شخصية الطفل وتضعفها. وبين مدافع عنه باعتبار أنها مجرد وسيلة تأديبية تقليدية لتقويم سلوك الأطفال وحثهم على الجد والاجتهاد، مضيفين أن جل المغاربة ممن درسوا في الكتاتيب القرآنية تعلموا بنفس الطريقة.

الفيديو مدته حوالي دقيقتين، يظهر إمام في كتاب قرآني يقوم بتأديب طلبته الصغار بطريقة عنيفة، حيث يستعمل العصي لضربهم على أرجلهم في وقت يقوم شخص آخر بحملهم.

ويؤدب الإمام الطلبة الذين لا ينضبطون لعملية حفظ القرآن الكريم بالفلقة أو "التحميلة" وهي ظاهرة قديمة انتشرت في الكتاتيب القرآنية ثم المؤسسات التعليمية، قبل أن تختفي بعد اصدار وزارة التربية الوطنية لمراسيم ترفض استعمال العنف ضد الأطفال.

وآثار الفيديو موجة من الانتقادات في وقت اعتبرت فيه فئة أخرى أن تأديب الطلبة بهذه الطريقة يساهم في تقويم سلوك الأطفال ويعلمهم الانضباط والاجتهاد واحترام أساتذتهم، وهي قيم أصبحت مهددت بالاندثار في ظل استجابة الدولة لمطالب المنظمات الحقوقية التي تدافع عن حقوق الطفل.

انتقد نشطاء على "فايسبوك"، المشاهد التي نقلها الفيديو الموثق بطريقة يبدو أنها سرية، في وقت اعتبر فيه آخرون أن الأمر عادي بعيدا عن المزايدات لأن "الفلقة" هي عبارة عن تأديب للطلبة الكسالى وغير المواظبين ولا علاقة لها بالتعذيب أو العنف ضد الأطفال.

وقال معلقون، إن للفلقة فوائد كثيرة في التراث المغربي شب عليها الأجداد والآباء، وساهمت في تقويم سلوك الأطفال، ومنذ ان اختفت من المدارس أصبح الكسل وقلة الآدب والاحترام تلازم التلاميذ، حيث دافع على الإبقاء على هذا النوع من التأديب.

ورد آخر "الفلقة صنعت أجيالا ورجالا حملوا هم هذا الوطن ودافعوا عليه، فكيف تنتقدونه اليوم وتعتبرونها طريقة غير لائقة في التأديب وإلزام الأطفال على الالتزام بواجباتهم الدراسية".

من جهة ثانية، قالت ناشطة في حزب الاشتراكي الموحد، إن المشاهد في الفيديو مقززة ومحزنة، وعلى الدولة أن تتدخل لمنع تكرارها لأنها تنتهك حقوق الطفولة وتؤدي إلى انتاج جيل مهزوز ومعقد نفسيا.

الاربعاء 1 يونيو - 01:26
مصدر : nadorcity.com.