المحكمة تصدر حكمها في وقف بث مسلسل "فتح الأندلس"

المحكمة تصدر حكمها في وقف بث مسلسل "فتح الأندلس"
حكمت المحكمة الابتدائية بالرباط، قبل قليل من اليوم الجمعة 22 أبريل الجاري، في قضية المطالبة بوقف بث مسلسل “فتح الأندلس”، على القناة الأولى، وذلك بحكم: “بعدم الاختصاص".

وسبق وأن رفع الناشط رشيد بوهدوز ضد الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية، دعوى أمام القضاء الاستعجالي، مطالبا بوقف بث المسلسل الذي يشاهده المشاهدون في وقت الذروة، على اعتبار أنه “يهين رموز المغاربة ويمس الوحدة الترابية للبلاد، ويهين الشعب المغربي، وبالتالي لا يجب أن يبث في قناة عمومية مغربية".

وصرح رشيد بوهدوز، للإعلام، بأنه سيحتكم إلى محكمة الاستئناف، وقال: "رفعنا الدعوى أمام القضاء الاستعجالي لأنه بالنسبة لنا هو الجهة التي يجب أن تنظر في ضرورة وقف المسلسل بشكل آني".

وفي بداية بث المسلسل المذكور جلب الأخير انتقادات عديدة، حيث وصل الأمر حد المطالبة برحيل فيصل العرايشي، الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية، وانتشر على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاغ "العرايشي ارحل"، علاوة على هاشتاغ "أوقفوا مسلسل فتح الأندلس" و"نلتمس من ملكنا حماية تراثنا".

وقال مصدر خاص للإعلام، من داخل الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية في تصريح سابق: "الأمر يتعلق بإنتاج تم اقتناء حق بثه والشركة ليست هي منتجته، كما نشتري أعمالا أخرى، إذ ليست لنا إمكانات لنبث 24 ساعة بإنتاجات داخلية".

وتابع المصدر المطلع "هذا عمل درامي يستمد أحداثه من التاريخ، وفيه شيء من الخيال، فمثلا فاكهة الأناناس لم تكن موجودة، وليس عملا وثائقيا يتطلب التحقيق التاريخي”، معتبرا أن الأمر يتعلق بـ "مسألة أذواق، إذ هناك من راقه وهناك من لم يرقه".

وتقدم الفريق الاشتراكي بمجلس النواب بسؤال كتابي إلى وزير الشباب والثقافة والتواصل حول مسلسل "فتح الأندلس" لمخرجه محمد العنزي، والمعروض على قناة "الأولى" المغربية.

وفي السؤال الكتابي ورد بأن المسلسل المذكور اقتنته القناة المغربية من المال العام، غير أنه لا يولي أهمية للتراث المغربي وللحقيقة التاريخية للبطل، لم يشارك فيه سوى ممثل مغربي واحد، ولا يعطى تفاصيل شخصية طارق بن زياد الأمازيغي.

وقال ممثل الفريق الاشتراكي بأن "المسلسل، الذي أنتج خارج المغرب دون مشاركة المغاربة في التأليف ودون استشارة المؤرخين لتدقيق المعطيات، مليء بالمغالطات المعرفية ويحمل في كثير من حلقاته تزويرا لكل ما تتفق عليه المصادر التاريخية الموثوقة"، حسب ما ورد في رسالة البرلمانيين.

وأورد ممثلو الأمة في الرسالة " إن فتحُ الأندلس حدث مغربي بامتياز، حيث تم الفتح عبر شمال المغرب وبجيوش شمال إفريقية قوامها المغاربة بالأساس، ولغة القائد طارق بن زياد وثقافته مغربية أمازيغية بامتداداتها الإقليمية هو وجنوده؛ غير أن المسلسل يحجب كل هذا تقريبا، ويجعل المغرب الكبير مجرد طريق جغرافية لجيوش المشرق الأموية، والمغاربة مجرد "كومبارس" تحت قيادة شخصيات شامية؛ بينما التاريخ المدون عندنا كله عكس ذلك".

هذا، ويسائل الفريق الاشتراكي الوزير الوصي، في السؤال الكتابي الموقع من طرف النائب البرلماني مولاي المهدي الفاطمي، حول "الإجراءات التي ستتخذها الحكومة، من أجل صون وتخليد تاريخنا المغربي العريق، بعيدا عن جميع المغالطات والسرقة وتزوير الحقائق التاريخية والمجد المغربي بالأندلس".

السبت 23 أبريل - 04:18
مصدر : nadorcity.com.