فيديو.. الرصاص يلعلع في الناظور وكلاب تئن من الألم في جو مرعب

فيديو.. الرصاص يلعلع في الناظور وكلاب تئن من الألم في جو مرعب
اهتز سكون الناظور لحظات بعد فجر اليوم الجمعة 15 أبريل الجاري، حين قررت السلطات شن حملة لإعدام الكلاب في شوارع المدينة بدء من تراب الملحقة الإدارية 8 لباشوية الناظور، وصولا إلى منطقة عاريض، أين سُمع الرصاص وخرجت الساكنة عن بكرة أبيها هلعا ورعبا، من مشاهد كلاب تتألم بعد رميها بالرصاص وسحلها على الطرقات وسط دمائها وإلقائها في شاحنة قمامة.

واتصل مواطنون بـ "ناظورسيتي" وهم يتداولون صورا لما وصفوه بـ "مسرح الجريمة" عبارة عن رصاصات فارغة ودماء هنا وهناك، علاوة على عربات دوريات أمنية رافقت موكب قناصة بقيادة رجال السلطة المحلية.

وفي الوقت الذي انتظرت الساكنة إيجاد حلول حضارية لمشكل انتشار الكلاب الضالة، والمساهمة في منع تناسلها مصداقا لتوصيات المتخصصين، لا تزال الناظور تشهد عمليات إعدام هوجاء مرعبة في المناطق الحضرية والنائية من الإقليم تعود مشاهدها لحقبة الستينيات من القرن الماضي.

وانتقدت الساكنة الطريقة المرعبة التي أخافت الأطفال وأفاقت النائمين بعد لحظات من تأدية صلاة الفجر وخروج وقت السحور.

واشتاطت عدة فعاليات من ساكنة حاضرة الناظور، غضبا حول تكرر ظاهرة قتل وإعدام الكلاب الضالة رميا بالرصاص الحي، مطالبين مجلس جماعة الناظور بالعدول عن هذه الطريقة..

وطالبت الفعاليات المهتمة ضمن الآراء المعبر عنها ضمن برنامج "ميكرو ناظورسيتي" حول ظاهرة قتل كلاب المدينة، بوقف سفك دماء الكلاب، واللجوء لأساليب حديثة للتخلص من تكاثرها ومحاربة داء السعار..

وشددت ذات الفعاليات على مطلب إحداث مراكز لـإيواء الكلاب الضالة، بهدف تجميعها وعلاجها أو خصيها، عوض ظاهرة القتل والإبادة، التي وصفها البعض بـ"الهمجية" وغير إنسانية.

وطالب مواطنون بوقف هذه الحملة "الوحشية"، موجهين نقدا لاذعا للمسؤولين وعلى رأسهم المجلس الجماعي الذي رفض تفعيل مشروع بديل تقدمت به الجمعيات المدافعة عن حقوق الحيوان، ويتمثل في جمع الكلاب والقطط الضالة وتعميقها جراحيا لضمان عدم تكاثرها، عوض قتلها بالرصاص بالقرب من المنازل وأمام مرأى السكان والأطفال.

والغريب في الأمر، وفقا للمصدر نفسه، أن حملة القتل والابادة شملت حتى الجراء (صغار الكلاب)، بالرغم من أنها لا تشكل أي تهديد أو خطر على المواطنين، إذ يتعمد المشرفون على الحملة إطلاق الرصاص عليها بكل ببرودة تاكين جثثها غارقة في الدماء في مشاهدة مقززة شكلت صدمة لدى العديد من الأهالي وأبنائهم.

وكانت جمعيتي رأفة وأمم اللتان تعملان في مجال الدفاع عن الحيوان، تقدمتا بمشروع للمجلس الجماعي للناظور، يقدم حلولا بديلة لإنهاء مشكل تكاثر الكلاب الضالة بالوسط الحضري، تم التفاعل معه من طرف المسؤولين بطريقة محتشمة لإدعاء إنخراطهم في المشروع دون رسم سياسة جديدة في هذا المجال.

ومن بين المقترحات التي قدمتها الجمعيتان، القيام بعمليات التحسيس والتوعية للتعريف بهذه المقاربة وبأهدافها، وجمع الكلاب والقطط الضالة، و إجراء عمليات التعقيم الجراحية لهذه الحيوانات لضمان عدم تكاثرها، إضافة إلى تلقحيها ضد داء السعار ومعالجتها من الطفيليات وترقيمها وترميزها.

من جهة ثانية، تؤكد حملة إبادة الكلاب الضالة بالناظور، عدم تفاعل السلطات و المجلس الجماعي مع اتفاقية كانت قد توصلت بها وقعتها مديرية الجماعات المحلية بوزارة الداخلية، والهيئة الوطنية للأطباء البياطرة، ووزارة الصحة والمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، تلزم الجماعات بالانخراط في سياسة الوقاية من بعض الأمراض الفتاكة المتنقلة عبر الكلاب والقطط الضالة، وخاصة داء السعار وتفادي تكاثر هذه الحيوانات بطرق بديلة ترفض القتل باستعمال الرصاص.

السبت 16 أبريل - 21:55



مصدر : nadorcity.com.