توزيع "قفف رمضان" أمام المصورين يثير انتقادات حول التشهير بالمعوزين والفقراء

توزيع "قفف رمضان" أمام المصورين يثير انتقادات حول التشهير بالمعوزين والفقراء
قال أحدهم على وسائل التواصل الاجتماعي: "لم يكفهم التفقير، بل رخصوا للتصوير، والتشهير بآلام الفقراء، ووجوههم شاحبة" وقالت أخرى: "رحم الله زمنا كانت في الأقفاف توضع أمام الباب، بِسرِّية ولا يُــعْرفُ صاحبها".. أي نعم هكذا حث رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الجمعيات التي تمتهن توزيع قفف مساعدات، بعدم استخدام عدسات الهواتف لتوثيق عمليات تقديم مساعدات رمضان للمحتاجين والفقراء، لنشرها على شبكات التواصل للتباهي والتشهير، ولو من باب التقرير.

ويوشك رمضان الأبرك على الوصول، ليذكر مجددا هؤلاء النشطاء بمطالبهم بتقديم المساعدات الإنسانية في كتمان، وألا داعي لتوثيق الحملات، ما داموا محل ثقة لدى المحسنين، أو على الأقل الامتناع عن نشر الموثق، رحمة بالأشخاص الذين يتلقون تلك المساعدات وتجنبا لتعريضهم للتشهير أمام الملأ.

كما شدد هؤلاء على أن العمل الخيري والصدقات تكون بكتمان، ولا يجوز الرياء بها أصلا، وأن تصوير ذلك يؤثر نفسيا واجتماعيا على المعوزين، فلا يجب إظهاره أمام الملأ حفاظا على كرامة الإنسان.

هذا، واقترح فاعلون مدنيون على "فايسبوك" و"تويتر" أن تقوم الجمعيات الموزعة للقفف أو الجهات التي تقدم تلك المساعدات باستدعاء ولي الأمر، أو المعني ومنحه قفة رمضان، تفاديا لإحراجه أمام الجميع في حال تم توثيق ذلك في صور أو أشرطة فيديو.

ويثير استعمال الهواتف الذكية والكاميرات في توزيع المساعدات خلال رمضان جدلا واسعا، بين من يعتبر أنها مبادرة تحث على “فعل الخير”، وبين من يرى أن ذلك يخالف الأعراف والتقاليد وأنه يجب تقديم الصدقة وفعل الخير في السر.

وفي العام 2020 بالناظور، أكدت مصادر متطابقة لـ"ناظورسيتي"، بأن السلطات المحلية بالناظور، رصدت مجموعة من التجاوزات أبطالها منتخبون يستغلون توزيع القفف على الأسر المعوزة في الشؤون السياسوية والانتخابوية.

ووفقا للمصادر نفسها، يتعلق الأمر بأعضاء مجالس في عدد من جماعات الاقليم وفاعلون سبق لهم وأعربوا عن رغبهم للمشاركة في الانتخابات الجماعية سنة 2021، إذ يتعمدون الظهور في صفة المحسنين خلال كل مبادرة تهم توزيع القفف والمساعدات الغذائية على المتضررين من جائحة الفيروس المستجد.

ولطالما سالت أمددة حول هذه الظاهرة، تسائلنا عما إذا كانت مسألة قيم؟ نقص فقه ديني؟ أم فوضى أصبحت فيها الكرامة الانسانية مستباحة باسم العمل الخيري، والتحفيز عليه.

الجمعة 25 مارس - 14:37
مصدر : nadorcity.com.