تفاصيل تفكيك أكبر شبكة لتهريب القرقوبي من طرف المغرب وإسبانيا

تفاصيل تفكيك أكبر شبكة لتهريب القرقوبي من طرف المغرب وإسبانيا
تمكن الحرس المدني الإسباني بمعية مصلحة الضرائب الإسبانية والمديرية العامة للأمن الوطني، في عملية مشتركة، من تفكيك منظمة إجرامية دولية مقرها بإسبانيا لتصنيع الأقراص المهلوسة (القرقوبي) في المغرب، حيث أسفرت التحقيقات النهائية عن ضبط أكبر كمية مخدرات في تاريخ الجارة الشمالية.

ووفق المعطيات المنشورة على الموقع الإلكتروني الرسمي للشرطة الإسبانية، فقد تمكنت السلطات الإيبيرية من ضبط حوالي 200 ألف قرص مهلوس من فئة “البنزوديازيبين”، واعتقال ثمانية أشخاص متورطين في هذه العملية الإجرامية، مع ضبط أكثر من 500 ألف قرص مهلوس في المغرب وإسبانيا.

وقد نُفّذت العملية الأمنية المشتركة، التي جرت على أربع مراحل، في مقاطعات “لاردة” و”مدريد” و”أليكانتي”.

وبدأ التحقيق الذي همّ هذه العصابة، التي يوجد مقرها المركزي بإسبانيا، في يونيو الماضي، بفضل التنسيق الأمني بين المديرية العامة للأمن الوطني والشرطة الإسبانية.

وقد جاءت هذه القضية الكبرى في أعقاب العملية التي نفذتها الشرطة المغربية في ماي المنصرم، حيث تمكنت مصالح الأمن الوطني، بتنسيق مع عناصر الجمارك بميناء طنجة المتوسط، من إجهاض عملية كبرى لتهريب 361 ألفا و672 قرصا طبيا مخدرا وحجز أربعة كيلوغرامات و477 غراما من الكوكايين كانت موجهة نحو المغرب انطلاقا من إسبانيا.

وكانت المديرية العامة للأمن الوطني قد أوضحت بأنه تم توقيف المتورط في هذه القضية، وهو سائق يبلغ من العمر 62 سنة، خلال عملية أمنية مشتركة بين مصالح الأمن الوطني والجمارك، مباشرة بعد وصوله على متن رحلة بحرية قادمة من ميناء الجزيرة الخضراء بإسبانيا.

وبعد تبادل المعلومات مع الشرطة المغربية، لاحظت السلطات الأمنية الإسبانية أن هذه المنظمة الإجرامية تنشط بقوة في مقاطعة “لاردة”؛ إذ يتم استعمال دواء “البنزوديازيبين” لتصنيع أقراص “القرقوبي”. تبعا لذلك، يحصل أعضاء الشبكة الإجرامية على أدوية الإدمان عن طريق تزوير الوصفات الطبية، ثم يتم إرسالها إلى المغرب حيث توجد معامل سرية لتصنيع الأقراص المهلوسة.

ففي المرحلة الأولى من عملية تفكيك الشبكة الإجرامية تم ضبط كمية متوسطة عبارة عن 80 ألف قرص مهلوس مخبأة داخل فرنين صناعيين بخيتافي. وأشارت التحقيقات إلى أن تلك الأقراص المهلوسة يتم إخفاؤها بعناية بالغة، حيث يتم تغليفها ووضع علامة تجارية معروفة عليها، قبل أن يتم نقلها إلى سبتة ومنها إلى مدينة الدار البيضاء.

أما في المرحلة الثانية فقد عمدت الشرطة الإسبانية إلى تتبع مسلك تهريب الأقراص المهلوسة بعد المعلومات التي توصلت بها، حيث غيّرت الشبكة طريقة النقل الدولي، وبالتالي، أصبحت تنقل المخدرات على متن مركبة تتوجه إلى مدينة الناظور عبر ميناء “سيت” الفرنسي، قبل أن تواصل مسيرها صوب الدار البيضاء.

وأضاف بلاغ الشرطة الإسبانية، أنه بفضل التعاون الدولي، أفلحت السلطات الأمنية في التعرف على هوية ذلك الشخص، وكذلك ترقيم السيارة المسجلة بإسبانيا، ليتم اعتراض الشخص المغربي الذي كان يقودها، مما أسفر عن ضبط 70 ألف قرص مهلوس في الميناء.

كما استمرت الشرطة الإسبانية في تجميع المعطيات بشأن الشبكة الإجرامية الدولية، لتنفذ عملية ثالثة في نونبر الماضي أدت إلى مصادرة شحنة مهمة مكونة من 62 ألف قرص مهلوس داخل حقيبة كبيرة بإحدى سيارات الشبكة التي كانت تعتزم نقلها صوب المغرب.

وقد أسفرت المرحلة الأخيرة من التحقيق عن اعتقال المسؤولين الرئيسيين عن الشبكة الإجرامية بكل من “لاردة” و”أليكانتي” في منتصف دجنبر من العام المنصرم، من بينهم زعيم العصابة ذي الأصول المغربية، كما ألقت الشرطة القبض على المورد الأساسي للمخدرات في “أليكانتي”.

الاربعاء 12 يناير - 17:42

مصدر : nadorcity.com.