نقل مختل عقلي خارج الناظور.. مواطن غاضب يندد بقرار السلطة

نقل مختل عقلي خارج الناظور.. مواطن غاضب يندد بقرار السلطة
لطالما تذكرت بعض الشوارع والأزقة بالناظور المدينة، بعض المختلين عقليا، والمرضى الشاردين، حتى أصبح المخيال الشعبي لا يمكنه رؤية مدينة الناظور دون هؤلاء، وهم يتجولون، يتسولون، ويصرخون، ولعل جيلا ناظوريا بأكمله يتذكر "مليكة لمسيح"، "بودورو"، "الجباد" وغيرهم، ممن طبعوا المشهد العام في شوارعنا، دون أن يجدوا لهم معيلا، أو معتنيا، غير الشارع، ومن تم اختفوا دون أن تُشهد لهم جنازة، أو تروى أخبار عن إيداعهم مراكز استشفاء متخصصة.

وقد تقاسم مدونون على مواقع التواصل الاجتماعي منذ الاسبوع الماضي نداء، للبحث عن ذوي إحدى الحالات المرضية المعروف صاحبها في الناظور، والذي ظهر فجأة في مدينة بوزنيقة الأسبوع المنصرم، في الوقت الذي تساءل ناظوريون عن الكيفية التي تسمح لمثل هؤلاء بالتنقل كل هذه المسافة من التيه والضياع في هذا الوطن..

ويبقى النداء مرفوعا عبر "ناظورسيتي" مجددا لمن يعرف اسم وعائلة صاحب الصورة، للاتصال بهم لاصطحابه من مدينة بوزنيقة، وإيداعه مركزا للأمراض العقلية، عوض تركه متشردا في مدينة تشكِّل له غربة من نوع أعمق بكثير من التي كان يعيشها بشارع محمد الخامس بالناظور منذ ما يزيد عن 15 سنة.

ورغم استياء الساكنة من ظاهرة وجود المختلين الجائلين بالمدينة، إلا أن أشكال التخلص منهم والغير معلنة، والتي تُجهل تفاصيلها و إجراءاتها إلى حدود الساعة، جعلت مواقع التواصل الاجتماعي تصدح رافضة اختفاء ابناء الناظور من المختلين، أو المرضى النفسيين، أو ذوي الحالات المرضية المتقطعة، كصاحب الحالة التي أُشير لها بالصورة قي بوزنيقة.. في الوقت الذي تُطالب فيه الساكنة بنقل هؤلاء لمستشفيات المرضى العقليين بالجهة الشرقية، ويتساءل المواطن البسيط عن الكيفية التي يمكن بها أن يتنقل مختل عقلي عبر حافلة أو قطار أمام أنظار الجميع، مالم يتم ذلك بشكل جماعي في عربة أخرى، وسفر منظم.

هذا وتعج شوارع الناظور، بالعشرات من المتشردين، والمرضى العقليين، والمتسولين منذ عقود، وتختفي هذه "الجحافل" في مناسبات متفرقة فقط، قبل أن تعود أضعافا مضاعفة، ناهيك عن بعض القاصرين "الحراكة" الذي يعودون أدراجهم بعد تنقيلهم من الناظور إلى منتصف الطريق نحو البيضاء، حسب شهاداتهم في تصاريح إعلامية.

وفي حديثنا مع مواطنين بالناظور حول الظاهرة، احتج أحدهم على النقل القسري لهذه الشريحة بين المدن، مضيف تساؤله للتساؤلات السابقة، وأشار إلى أن هناك أيتاما من المختلين تنتابهم نوبات مرضية، تصنفهم في خانة المختلين، في الوقت الذي تعيش أسرهم الهلع بعد اختفائهم الأخير.

ويطالب المحتج في الفيديو، بعض المؤسسات بالقيام بدورها، في حماية هؤلاء، على غرار ما تقوم به حملات الهلال الأحمر، وبفتح مراصد أخرى على غرار مرصد العروي.

الاثنين 27 ديسمبر - 02:52

مصدر : nadorcity.com.