“مدريد تود أن تتعامل معها الرباط وفق هواها ومغرب اليوم ليس مغرب الأمس”

“مدريد تود أن تتعامل معها الرباط وفق هواها ومغرب اليوم ليس مغرب الأمس”
بعدما اعتُقد أن جليد الخلافات بين المغرب وإسبانيا بدأ في الذوبان ورجوع المياه إلى مجراها الطبيعي؛ أعاد اختيار الرباط البرتغالَ بدل إسبانيا لترحيل المغاربة العالقين بأوروبا، جراء ما سمّته وزارة الصحة والحماية الاجتماعية “عدمَ مراقبة إسبانيا بالشكل المطلوب والصارم للحالة الصحية للمسافرين أثناء عملية الإركاب عبر المطارات”، ثم الرد الإسباني باستدعاء القائم بالأعمال في السفارة المغربية بالعاصمة مدريد للاحتجاج على بلاغ وزارة “خالد آيت الطالب”، وفق ما نقلته صحيفة “إيل كونفيدونسيال”؛

إلى واجهة النقاش السياسي والعمومي مستقبل العلاقات المغربية الإسبانية في ظل هذه المستجدات الأخيرة.Advertisement

وفي هذا السياق، يرى إدريس قصوري، الأستاذ الجامعي والمحلل السياسي، أن “المغرب له كامل الحق والصلاحية في اختيار الوجهة التي يستقبل منها مواطنيه العالقين بالخارج، بعد تعليق الرحلات الجوية بفعل ظهور المتحور الجديد ‘أوميكرون’ وانتشاره”، مشيرا إلى أن “القرار المغربي يدخل في السيادة الوطنية ولا يحق لأحد مناقشته”.

أن “المغرب من حقه خلق بدائل وَفق ما يراه مناسبا ولو كانت مكلفة”، مؤكدا أن “رفض الطرف الآخر قبول هذه الوقائع والحقائق لا يهم الرباط في شيء”، مشيرا إلى أن “الإقرار بانعدام المراقبة الصارمة في المطارات الإسبانية ليس اتهاما؛ وإنما لفت انتباه الجارة الشمالية، والمغرب من حقه حماية أمنه الصحي عوض إرضاء جهة معينة غير حازمة في التصدي للفيروس في المطارات”.

المحلل السياسي أورد أن “مدريد تود أن تتعامل معها الرباط وفق هواها، ناسية أو متناسية أن مغرب اليوم ليس مغرب الأمس”، مشددا على أن “الكرة الآن في ملعب إسبانيا لفك أزمتها مع المغرب، عبر الوضوح في جملة من القضايا”.

كما استدرك الأستاذ الجامعي بالقول إن “مدريد لا تحدوها رغبة تغيير جلدها تجاه القضية الأولى للمغاربة رغم الرسائل الموجهة إليها”، لافتا إلى أن “المغرب لا يمكن مواصلة تعامله مع ‘الجارة الشمالية’ بالودّ نفسه، ما دامت لم تعرب عن موقف واضح تجاه الصحراء المغربية”.

وزاد قصوري أن “إسبانيا لم يرُق لها أن تتلقى الملاحظات من المغرب”، داعيا إياها إلى “تعلم تقبل النقد الصادر عن دول أخرى”، مبرزا أن “مدريد ما تزال تعتبر المغرب بلدا غير مؤهل لتقديم الملاحظات رغم أن الدول متساوية الآن في الأمم المتحدة”.

المحلل السياسي شدد على أنه “ليس من المعقول والمقبول إرضاء إسبانيا والصوم عن الكلام على حساب الأمن الصحي الوطني”، موردا أن “إسبانيا لها مشاكل مع التفاصيل الصغيرة”، داعيا إياها، في ختام تصريحه، إلى “الاطلاع على جوهر الأمور قصد تجاوز الأزمة مع المغرب”.

23 ديسمبر 2021
مصدر : ariffino.net.