مرض وإعاقة و هشاشة ظروف المعيشة..الشيخوخة ستزحف على الناظور في 2030

مرض وإعاقة و هشاشة ظروف المعيشة..الشيخوخة ستزحف على الناظور في 2030
تنذر أرقام صادرة عن المندوبية السامية للتخطيط بشيخوخة المجتمع المغربي في أفق 2030، وتسجيل حالات المرض والإعاقة وهشاشة ظروف المعيشة.

وحسب المندوبية، ينذر تطور عدد الأشخاص المسنين بالصعوبات التي ستواجه صناديق التقاعد والنظام الصحي؛ إذ سيتعين على هذا الأخير التعامل مع كل من الأمراض المعدية التي تتميز بها البلدان النامية وأمراض الشيخوخة المعروفة بكلفتها العالية.

وحسب أرقام المندوبية السامية للتخطيط بمناسبة اليوم العالمي للأشخاص المسنين، الذي يحل في فاتح أكتوبر من كل عام، فقد وصل عدد المغاربة البالغين 60 سنة فأكثر عام 2021 ما يقرب من 4,3 ملايين نسمة، أي ما يمثل 11,7 بالمائة من مجموع السكان، مقابل 2,4 مليون نسمة سنة 2004، أي 8 بالمائة من مجموع السكان.

وأظهرت الإسقاطات الديمغرافية المنجزة من طرف المندوبية السامية للتخطيط أن عدد الأشخاص المسنين سيزيد بقليل عن 6 ملايين نسمة في أفق سنة 2030، وهو ما يشكل زيادة بنسبة 42 بالمائة مقارنة بسنة 2021، وسوف تمثل هذه الفئة 15,4 بالمائة من مجموع السكان.

وقالت المندوبية إن الأشخاص البالغين 70 سنة فأكثر يستحقون اهتماما خاصا، لأنهم أكثر عرضة للمرض والإعاقة وهشاشة ظروف المعيشة.

وأكدت المندوبية أن عدد هذه الفئة سينمو لينتقل من 1,6 مليون شخص في سنة 2021 إلى ما يقارب 2,6 مليون شخص في أفق 2030، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 63 بالمائة. كما سيصل الوزن الديمغرافي لهذه الفئة إلى 6,7 بالمائة في سنة 2030، بدلا من 4,4 بالمائة حاليا.

وأوضح المصدر ذاته أنه إذا كان حاليا أكثر من نصف الأشخاص المسنين من النساء، فإن حصتهن ستصل إلى 52.2 بالمائة في 2030، بسبب الزيادة المتسارعة في متوسط العمر المتوقع عند الولادة بين النساء.

وأكدت المندوبية أن عدد الأشخاص المسنين سيتزايد في الوسط الحضري بوتيرة أسرع منه في الوسط القروي، ويرجع ذلك أساسا إلى الهجرة القروية في الماضي. وبالتالي، سيتضاعف عدد الأشخاص المسنين في الوسط الحضري بمقدار 1,5 مرة بين سنتي 2021 و2030، منتقلا بذلك من 2,8 مليون نسمة سنة 2021 إلى ما يقارب 4,2 مليون نسمة في أفق 2030.

وعلى العكس، سيعرف عدد “كبار السن” في الوسط القروي تزايدا بمعامل تضاعف يصل إلى 1,2، منتقلا بذلك خلال الفترة نفسها من 1,5 مليون نسمة إلى نحو 1,8 مليون نسمة.

وإذا كان معدل انتشار الأمراض المزمنة في الوقت الحالي لا يقل عن 64,4 بالمائة، يعاني منها ما لا يقل عن 2,7 مليونا من الأشخاص المسنين، ومع افتراض أن هذا المعدل سيبقى ثابتا في المستقبل القريب، فمن المتوقع أن يصل عدد المسنين المصابين بأمراض مزمنة حوالي 3,9 ملايين شخص في أفق سنة 2030، دون احتساب العواقب الناتجة عن فيروس كورونا.

بالإضافة إلى ذلك، تؤدي الشيخوخة غالبا إلى زيادة عدد الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالعجز الوظيفي، الذي يعرف بالصعوبة في أداء نشاط أو أكثر من أنشطة الحياة اليومية. وتصل نسبة الأشخاص المسنين الذين يعانون من هذه الحالة 45,7 بالمائة، حسب بحث وزارة الصحة. وبافتراض أن هذا المعدل سيبقى ثابتا في المستقبل، سيصل عدد الأشخاص الذين يعانون من عجز وظيفي إلى ما يقارب 2,8 مليون شخص في أفق سنة 2030، مقابل 1,9 مليون شخص حاليا.

وعلى الصعيد الوطني، ستظل التفاوتات الديمغرافية حسب جهات المملكة مهمة، ويمكن التمييز بين ثلاث مجموعات من الجهات.

مجموعة تضم الجهات التي تسجل وزنا ديمغرافيا كبيرا للأشخاص المسنين

أكثر من 13 بالمائة)، ويتعلق الأمر بجهات الشرق وبني ملال-خنيفرة والدار البيضاء-سطات وفاس-مكناس.

ومجموعة أخرى تضم الجهات التي تسجل وزنا ديمغرافيا متدنيا

أقل من 7,5 بالمائة)، ويتعلق الأمر بجهتي العيون-الساقية الحمراء والداخلة-وادي الذهب.

وبين هاتين المجموعتين، المجموعة الأكثر عددا بنسب تقارب المعدل الوطني، ويتعلق الأمر بجهات سوس-ماسة وكلميم-واد نون والرباط-سلا-القنيطرة ودرعة-تافيلالت ومراكش-آسفي وطنجة-تطوان-الحسيمة.

ونبهت المندوبية السامية للتخطيط إلى أن هذا التصنيف يظل صالحا خلال الفترة الزمنية 2021-2030، مع إمكانية اختلاف الترتيب داخل المجموعات.

1 أكتوبر 2021
مصدر : ariffino.net.