خارطة طريق للارتقاء بعمل النيابة العامة بابتدائية الدريوش

خارطة طريق للارتقاء بعمل النيابة العامة بابتدائية الدريوش
بسط وكيل الملك لدى ابتدائية الدريوش، توفيق سوط معالم برنامج عمل حافل بالإشارات والمضامين التي ترمي الى تحقيق النجاعة في العمل القضائي في دائرة نفوذ المحكمة والسهر على تقريب العدالة من المتقاضين وفقا لقيم النزاهة والاستقامة والشفافية والحفاظ على استقلال القضاء.

وتروم خطة العمل المذكورة الارتقاء بعمل النيابة العامة وتعزيز قيم التخليق والنزاهة داخل المرفق القضائي وبما يتماشى مع الانتظارات الكبيرة للمواطنين من العدالة الوطنية،وتطلعهم إلى وجود نيابة عامة مستقلة عن جميع المؤثرات السياسية والعقائدية والمالية والاجتماعية، و تطلعهم إلى وجود نيابة عامة مستقلة عن جميع المؤثرات السياسية والعقائدية والمالية والاجتماعية، تتمسك بسيادة القانون في الدفاع عن الحقوق والحريات الفردية والجماعية وعن الأمن والنظام العامين وتساهم في نفس الوقت في تخليق الحياة العامة وصيانة قيم المجتمع وحماية مقدساته، و تؤدي الخدمات للمتقاضين والمرتفقين في إطار من الشفافية والوضوح والمساواة بين المواطنين وبكثير من النجاعة والفعالية.

ويمكن اجمال الخطوط العريضة لبرنامج العمل الذي ترمي النيابة العامة بالدريوش تنزيله على ارض الواقع في مجموعة من التدابير و الآليات العملية والقانونية والتي من بينها أساسا تكريس المبادئ الدستورية لحماية الحقوق والحريات الأساسية للأشخاص والجماعات المستوحاة من المبادئ الكونية لحقوق الإنسان وذلك بالحرص على ترشيد استعمال الآليات القانونية الماسة أو المقيدة للحريات باستعمالها وفقا للضوابط القانونية ودون تجاوز أو تعسف سواء أثناء الإشراف على الأبحاث القضائية أو عند تحريك المتابعات الجنائية والتصدي للانتهاكات الماسة بالحقوق والحريات بكل حزم وصرامة.

كما يتضمن برنامج العمل الحرص على تتبع تظلمات المواطنين وشكاياتهم بكل اهتمام ومعالجتها وفق الآجال الافتراضية الموضوعة من طرف رئاسة النيابة العامة لتدبير الشكايات والمتابعات من جهة، والمساهمة في تجهيز ملفات المعروضة على هيأة الحكم خاصة تلك المتعلقة بالمعتقلين الاحتياطيين وتفعيل الدور الإيجابي للنيابة العامة في تفعيل العدالة التصالحية في بعض القضايا البسيطة كبديل لتحريك المتابعة الجنائية بهدف الحفاظ على العلاقات الاجتماعية وعلى التمساك الأسري، من جهة أخرى.

ويحتل تخليق الحياة العامة ومناهضة الفساد المالي والإداري مكانة خاصة من خلال تحلي القائمين على مكافحتها وعلى إنفاذ القانون بخصال النزاهة والحياد والتشبع بثقافة مناهضة الفساد وترسيخ ثقة المتقاضين في مؤسساتهم.

كما تخصص النيابة العامة أهمية كبرى لحماية الأمن والنظام العامين باعتبارهما أساس وجود الدولة ولحمة استقرارها، ولحماية بعض الفئات الخاصة من المجتمع وفق ضوابط السياسة الجنائية الوطنية والتزامات المملكة المغربية مع المنتظم الدولي، كتلك التي تعاني من الهشاشة البيولوجية أو في وضعيات إعاقة أو ضحايا الجريمة وحماية الأطفال القاصرين والنساء من الاعتداءات وتفعيل دور خلية العنف المعتمدة لدى النيابة العامة.

بالإضافة الى ذلك يتضمن برنامج العمل إيلاء العناية اللازمة لقضايا الجالية المغربية بالخارج والمهاجرين واللاجئين بالشكل الذي يتوافق مع السياسة الوطنية المعتمدة في هذا المجال، والعمل على تحقيق الأمن العقاري من خلال محاربة ظواهر الاحتيال والتزوير للاستيلاء على عقارات الغير وترسيخ الثقة في نظام الملكية العقارية.

من جهة أخرى، شدد وكيل الملك لدى ابتدائية الدريوش أن مفاتيح النجاح في هذه المهمة والتنزيل الأمثل والناجع لبرنامج العمل يحتاج الى انخراط كل مكونات النيابة العامة من قضاة وأطر إدارية وموظفين والتفاني في القيام بالعمل بكل إخلاص ونكران الذات، والانضباط للأمر المولوي السامي الصادر عن جلالة الملك في ظهير تعيين السيد الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض.

مضيفا أن تنزيل هذه الاستراتيجية لن يتم إلا بتعاون الجميع وبالتنسيق مع الوكيل العام للملك لدى استئنافية الناظور باعتباره رئيس النيابة العامة بالدائرة القضائية، وكذا الانفتاح على باقي مكونات العدالة بالإقليم، وبحسن الإشراف والتتبع والتعاون مع الضابطة القضائية المعول عليها في تجاوبها الإيجابي مع التعليمات الرئاسية للنيابة العامة، وإنجاز الأبحاث القضائية بكل احترافية وفي احترام تام للقانون ولحريات المواطنين وبالفعالية المطلوبة.

هذه المضامين تضمنتها الكلمة التي القاها وكيل الملك الجديد والتي أعرب من خلالها بمناسبة حفل تنصيبه عن تطلعه العمل بجد ونزاهة وكفاف وإخلاص على الرفع من إشعاع

المحكمة والسمو بها بشكل يوازي قيمة إقليم الدريوش المجاهد وحمولته التاريخية ومكانته على الساحة الوطنية كمهد للأبطال الذين دافعوا عن حوزة الوطن وكمرجع في المقاومة ضد الاستعمار والذود عن الوطن ومقدسات.

“وما معركة أنوال المجيدة خير تعبير عن ذلك، التي يسعد المغاربة في هذه الأيام من الاحتفالات الوطنية بتخليد ذكراها المائة وهي لحظة تاريخية لاستحضار الدور الريادي لقبائل بني سعيد و بني وليشك و قبيلة مطالسة وبني توزين وأهل كيرت وباقي القبائل المكونة للإقليم في رسم المعالم البطولية وسن نموذج يحتذى به في حركات التحرر الوطني عبر العالم”، يؤكد وكيل الملك، توفيق سوط في كلمته.

20 سبتمبر 2021

مصدر : ariffino.net.