الناظور…سلسلة الحوارات مع المبدعين : ضيف حلقة الاسبوع الكاتب محمد الشايب

الناظور…سلسلة الحوارات مع المبدعين : ضيف حلقة الاسبوع الكاتب محمد الشايب
أسماء وأسئلة:إعداد وتقديم رضوان بن شيكار

تقف هذه السلسلة من الحوارات كل اسبوع مع مبدع اوفنان اوفاعل في احدى المجالات الحيوية في اسئلة سريعة ومقتضبة حول انشغالاته وجديد انتاجه وبعض الجوانب المتعلقة بشخصيته وعوالمه الخاصة.

رسام لشلالات بسمات تسير خلفها قوافل الجراح، و خبير في نسج الأحلام، و بارع في تضييع الفرص.

2. ماذا تقرأ الآن؟ وما هو أجمل كتاب قرأته؟

أقرأ الآن رواية “سينترا” لحسن أوريد ،و رواية “دموع الصمت” لجمال الفقير، و المجموعة القصصية “في تلك الحارات” لعبدالله زروال، و أعيد قراءة كتاب “الزرافة المشتعلة” لأحمد بوزفور. و أجمل كتاب قرأته هو “مائة عام من العزلة” لغابرييل غارسيا ماركيز

بدأت الكتابة في سن مبكرة جدا، لا أدري متى هطلت أولى الكلمات و لكني أذكر أنها كانت عبارة عن خواطر جادت بها العاطفة بعد سفر غريب و ممتع و مؤلم على بساط حكايات جدتي رحمها الله. و أنا أكتب الآن استجابة لحالات نفسية و روحية رهيبة، و هربا من الجمود و السطحية و متاهات اليومي الأرعن. الكتابة ملاذي الرحيم بين أحضانها أتحرر من كل القيود التي تكبلني، و أخلع الأرقام التي تلازمني، و أسبح في طقوسها ،فأمتطي الشك قبل اليقين، و الحيرة قبل الوثوق و الفوضى قبل النظام.

4. ما هي المدينة التي تسكنك ويجتاحك الحنين إلى التسكع في أزقتها وبين دروبها؟

تسكنني مدينة الطفولة و الشباب و مسقط الرأس و القلب مشرع بلقصبري الغالية حيث نبتت أولى الكلمات، و رسمت أولى الخطوات، و كتبت أولى الرسائل. و تسكنني القنيطرة بكل ذكرياتها المجيدة، و شوارعها المعلنة و الخفية، و بنهرها و بحرها و غابتها، و بألق مبدعيها الأشاوس من زفزاف إلى آخر طفل يرسم أولى الخطوات في رحلة الإبداع.

5. هل أنت راض على إنتاجاتك وما هي أعمالك المقبلة؟

لن أرضى أبدا عن كتاباتي، نص يمحو آخر، و يحملني باستمرار قلق جارف نحو النص المشتهى الذي يجيد الهروب و التخفي خلف جغرافية اللغة و تضاريس الخيال. بالنسبة إلى أعمالي المقبلة فهي تتلخص في كتاب قصصي جديد ينتظر النشر.

6. متى ستحرق أوراقك الإبداعية بشكل نهائي وتعتزل الكتابة؟

الكاتب لا يعتزل الكتابة إلا بموته، لهذا سأظل على قيد الإبداع ما دمت حيا..

7. ما هو العمل الذي تمنيت أن تكون كاتبه؟ وهل لك طقوس خاصة للكتابة؟

لم أفكر في هذا الأمر قط، أعجب بكثير من الكتب لكني لم أتمن أبدا أن أكون صاحبها.. لي كتاباتي الخاصة هي بياناتي الإبداعية و الحياتية، و هي ملاذي، و هي ترجمان قلقي.. أما بالنسبة إلى طقوس الكتابة لدي فهي تتمثل في وجودي وحيدا بين أربعة جدران و باب موصدة، و في مهب جذبة روحية و نفسية معينة..

8.هل المبدع والمثقف دور فعلي ومؤثر في المنظومة الاجتماعية التي يعيش فيها ويتفاعل معها أم هو مجرد مغرد خارج السرب؟

المطلوب أن يكون للمبدع و المثقف عموما صوت مؤثر داخل المجتمع بحكم أن الإبداع و الثقافة قاطرتان من قاطرات التنمية و الرقي بقيم المجتمع و ذوقه العام، لكن ذلك متوقف عند الأهمية التي تولى لهذين القطاعين المرتبطين و اللذين لعبا دائما دورا مهما في تنمية المجتمعات كلما الشروط الذاتية و الموضوعية.

9. ماذا يعني لك العيش في عزلة إجبارية وربما حرية أقل؟ وهل العزلة قيد أم حرية بالنسبة للكاتب؟

بالنسبة إلي العزلة مطلب مهم و شرط أساسي لتحقق العملية الإبداعية، شخصيا لا أستطيع الكتابة إلا و أنا في حالة عزلة، غير أن هذه العزلة يجب أن تكون اختيارية مراعاة لمطلب الحرية التي هي أساس الوجود. و هناك عدة أعمال إبداعية خالدة تحققت أيضا داخل عزلة إجبارية. عموما العزلة هي الظرف المناسب للإبداع.

هناك شخصيات كثيرة من مجالات الدين و السياسة و الفن و الأدب و الثقافة.. أرغب في لقائها، و أمام استحالة تحقق اللقاء بها واقعيا ألتقي بها عن طريق القراءة و الحلم و الإبداع..

11. ماذا كنت ستغير في حياتك لو أتيحت لك فرصة البدء من جديد ولماذا؟

لو أتيحت لي فرصة البدء من جديد لتفاديت تكرار أخطائي القديمة و ارتكبت أخطاء جديدة لمواصلة عادتي المتمثلة في إضاعة الفرص التي أجيدها..

12. ماذا يبقى حين نفقد الأشياء؟ الذكريات أم الفراغ؟

حين يحصل الفقد يبقى الرماد و الذكريات و تهطل برودة الفراغ..

13.صياغة الآداب لا يأتي من فراغ بل لابد من وجود محركاترب أم يعيش هو بأحلامه دا مكانية وزمانية، حدثنا عن مجموعتك القصصية

“دخان الرماد” هي باكورتي القصصية، صدرت سنة 2000 بالقنيطرة ،و ضمت قصصا كتبت في التسعينيات، نصوصها مليئة برماد التجارب ،و الأحلام التي احترقت، كما أنها شهادة حياة لذات جماعية حلمت و ناضلت ثم غرقت في رماد النهايات و الفشل و اليأس..

14. ماجدوى هذه الكتابات الإبداعية وما علاقتها بالواقع الذي نعيشه؟ وهل يحتاج الإنسان إلى الكتابات الابداعية ليسكن الأرض؟

الإبداع كان دائما مرافقا للإنسان، و سيظل مساهما في نشر قيم الجمال و الحرية و العدل.. ،و شاهدا على أفراح و أحزان البشرية

15. كيف ترى تجربة النشر في مواقع التواصل الاجتماعي؟

أنا ميال إلى الكتاب الورقي، و ليست لي دراية كبيرة بما ينشر على مواقع التواصل.

الحياة فصول ،و مزيج من الألوان لكن الذكريات السيئة أكثر من الذكريات السعيدة… خلي ذاك الجمل بارك..

أشكرك صديقي رضوان على هذا السفر الجميل على متن أسئلتك الجميلة.

7 سبتمبر 2021
مصدر : ariffino.net.