تصاعد الإصابات بفيروس “كوفيد-19” يضع غرف الإنعاش تحت الضغط

تصاعد الإصابات بفيروس “كوفيد-19” يضع غرف الإنعاش تحت الضغط
تتوالى نداءات الأطر الصحية المغربية إلى المواطنين بشأن خطورة الوضع داخل غرف الإنعاش المخصصة لاستقبال المصابين بفيروس “كورونا”، لا سيما في بعض المدن التي تشهد تطورا ملحوظا في معدل الإماتة جراء الوباء.

وتشير معطيات رسمية إلى أن معدل ملء أسرّة الإنعاش المخصصة لكوفيد-19 بلغ إلى حدود أمس الثلاثاء 46.6 في المئة، بينما لم تعد بعض المستشفيات، لا سيما في مراكش والدار البيضاء، تستقبل المصابين في ظل عدم وجود أسرّة شاغرة داخل غرف الإنعاش.

ومازالت الأطر الطبية تتواجد في الصفوف الأمامية لمواجهة وباء “كورونا” على الرغم من أجواء الموت المحيطة بها في غرف الإنعاش وداخل مراكز الاستشفاء، حيث أصبح المغرب يسجل معدل إماتة مرتفعا.

عادل أعوين، مسؤول نقابي بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا، قال

إن “الوضعية سيئة في أقسام الإنعاش، خاصة في الدار البيضاء ومراكش حيث أصبح العثور على سرير في الإنعاش يشبّه بالمهمة المستحيلة”، موردا أن “الإشكال في وجود 3 آلاف سرير إنعاش في المدن الكبرى كلها اليوم مكتظة”.

وأوضح عضو المكتب الوطني للجامعة الوطنية للصحة أن “أسرة الإنعاش لا تصير متاحة للخدمة إلا بوفاة من كانوا يرقدون عليها”، مؤكدا أن “الوضع الصحي خطير للغاية، وهناك أطباء يعانون من أزمات نفسية جراء أخبار الموت المتتالية”.

وشدد أعوين، في التصريح ذاته، على أن “السلطات الصحية تلجأ إلى مدن أخرى في حالة امتلاء أسرة الإنعاش بالحواضر الكبرى، وهناك من يلجأ إلى المصحات الخاصة لكن بتكاليف عالية للغاية لا يقدر عليها المواطنون البسطاء”، مبرزا أن “عدم قبول بطاقة الرميد يحول دون استفادة المواطنين من خدمات المصحات الخاصة”.

ووقف الإطار الصحي عند ما اعتبره “خصاصا في أعداد الممرضين وتقنيي الصحة بالمغرب، حيث هناك 28 ألف ممرض في المملكة، بينما في فرنسا هناك 700 ألف ممرض، ومعروف أن الوضع الصحي في فرنسا اقترب إلى مرحلة الانهيار على الرغم من وجود هذا العدد الكبير من الممرضين”.

وأورد المتحدث أنه “بالنسبة للمتواجدين حاليا بمصالح الإنعاش، فهم من فئة سنية شبابية ولا يعانون من أية أمراض سابقة، وهو أمر مخالف تماما للمراحل السابقة من الإصابات”، مبرزا أنه “عندما تصل الحالات إلى الإنعاش نكون أمام خطر الموت، لا سيما بعد دخول المريض مرحلة التنفس الاختراقي حيث تكون نسبة النجاة ضئيلة للغاية”.

وتابع قائلا إن “الوضع ليس عاديا، والإجراءات التي تتخذ يتم النظر إليها بشكل مريب، لأنها لا تظهر للناس سبب اتخاذها”، مبرزا أن “الأطباء يحترقون مهنيا لما يعرفون أن المريض قد فارق الحياة ويدخلون في أزمة واضطراب نفسيين”.

وأضاف أن “أسرة الإنعاش بأكبر المستشفيات ليست متوفرة حاليا إلا بعد وفاة أو شفاء من يشغلها، الأطقم الصحية المتواجدة حاليا تعاني من الإصابات المتتالية للعاملين الحاليين بمصالح كوفيد”.

12 أغسطس 2021
مصدر : ariffino.net.