التعريف بأئمة إقليم الناظور، الحلقة الأولى : الإمام والخطيب السيد عبد السلام أمغار

التعريف بأئمة إقليم الناظور، الحلقة الأولى :  الإمام والخطيب السيد عبد السلام أمغار
ضمن سلسلة اللقاءات التواصلية والتعريفية التي ينظمها المجلس العلمي المحلي لإقليم الناظور مع ثلة من الأئمة والخطباء لتقاسم التجارب وتقل الخبرات من الجيل الحاضر إلى غيره من الأجيال، وعرفاناً بالدور الكبير الذي اضطلعوا به لخدمة الشأن الديني بالإقليم، كان اللقاء الأول مع الإمام والخطيب السيد عبد السلام أمغار بتاريخ : الأربعاء 28 شوال 1442ه الموافق 8 يونيو 2021م

الإمام عبد السلام أمغار، إمام وخطيب مسجد يعلا بحي أولاد لحسن بجماعة النالظور.

وهو من مواليد :عام 1954 م بدوار احباتاثا بجماعة تزطوطين، ووالده من جماعة بني سيدال استقر به المقام بتزطوطين.

حفظ القرآن في قبيلة بني بويحيي بزاوية مولاي سعيد على الفقيه بن يارشوح ثم بعد ذلك على يد الفقيه سي عمر.

بعد ذلك انتقل إلى ابوحجارن ببني سيدال لوطا ثم ثيشامين بقبيلة بني سعيد.

إلى العروي من قبيلة بني بويحيي ليتلقى جملة من العلوم على يد الفقيه سي محند بن عبد القادر بالمسجد الكبير وكذلك الحاج السي المختار ، حيث تلقى عنه ما تيسر من الفقه والنحو.

وفي سنة 1967 انتقل إلى قبيلة تمسمان ليتتلمذ على الفقيه السي محند والسي العياشي.

وبعد وفاة والده سنة 1971 م و الذي خلف وراءه ثلاث بنات صغيرات، هن أخوات المترجم له، وحيث إن والدته توفيت في وقت مبكر ،اضطر الشاب لمغادرة المساجد ومفارقة مجالس العلم وحلقات الدراسة للبحث عن عمل

يوفر له ولأخواته الصغيرات لقمة عيش كريمة، فاشتغل في مهن متعددة من الحرث والحصاد والبناء وغيرها ، وبثمن زهيد آنئذ والذي لم يكن يتجاوز 4 دراهم لليوم الواحد.

كانت أولى تجاربه في الإمامة في مسجد إحباتاثا بجماعة تزطوطين بالقرب من مقر سكناه لمدة عشر

سنوات متواصلة، ورغبة منه في خوض تجارب جديدة في مواقع أخرى ترك الشرط بالمسجد المذكور ورحل إلى مدينة الناظور ليشتغل هذه المرة في التجارة، وحيث رأى عدم مناسبة العمل الجديد لتكوينه، أضطر لتغيير الوجهة فقرر فتح كتاب

لتحفيظ القرآن الكريم للأطفال بحي أولاد ميمون لمدة أربع سنوات،

وشاء الله تعالى أن يأتيه يوما الحاج محمد أربيب والذي كان إماما بمسجد يعلى ليطلب منه النيابة عنه في صلاة التراويح نظرا للعجز الصحي الذي أدركه ،وذلك عام 1984م

فكانت هذه مناسبة ليطلب منه ان يخلفه في الإمامة والخطابة بنفس المسجد، فرفض صاحبنا رفضا قاطعا لإدراكه جسامة المسؤولية، وتقييد حريته في الحركة، ولما يعرفه من المصاعب التي تصاحب مهمة الشرط، لكن إلحاح صاحبه في الطلب ،ودامت المناشدة ما يربو عنن السنة ، فما كان منه إلا أن يرضخ لطلبه ورجائه .

– حوالي 30 كيلوجرام – و20 درهما في السنة

وقد كان المسجد في حالة يرثى لها بادئ الأمر لتكاسل الساكنة عن صيانته، غير أن الحاج محمد أربيب اهتم بالمسجد وحرص على تجديده وصيانته، وكان ذلك من أثر رؤيا رآها في المنام، حيث وبخه والده على اهمال خدمة بيت الله تعالى.

قلة ذات اليد، والفقر المدقع، حيث كانت البطانية الواحدة يخصص نصفها للفراش ونصفها للغطاء وكانت الحجارة خير وسادة

ومما لا يزال يعلق بذاكرته وهو في زمن الطلب، أنه بات ليلة وحيدا في أحد مساجد تمسمان ، فلم يغمض له جفن تلك الليلية من شدة الخوف، حيث كان المسجد شبه مهجور، وتحيط به الغابة من جهة والمقابر من جهة ثانية،

مؤرقة ولا تزال ذكرياتها محفورة في الذاكرة.

135 تلميذاً يحفظهم ما تيسر من كتاب الله تعالى، لكن لما انتشرت رياض الأطفال والتحق التلاميذ بالمدارس العمومية انجفل الناس وتركوه وحيد فريدا.

السيد عبد السلام أمغار يزاول بالمسجد مهام الإمامة والخطابة والأذان بل والنظافة أيضا، وقد عرف عنه انضباطه وملازمته للمسجد لا يغادره إلا للضرورة القصوى، وقد بدأت تظهر عليه علامات العياء من وطأة الأمراض التي ابتلي بها، ومع ذلك لا يزال يضرب مثلا في الالتزام والجدية والجندية.

نسأل الله تعالى له طول العمر في طاعته، وأن يمتعه بموفور الصحة والعافية.

10 يونيو 2021

مصدر : ariffino.net.