الناظور: تحليل أريفينو.. 3 رسائل للدولة المغربية من هجمات الليالي الثلاثة لشباب فرخانة

الناظور: تحليل أريفينو.. 3 رسائل للدولة المغربية من هجمات الليالي الثلاثة لشباب فرخانة
انتهت او تكاد، أحداث الاقتحام و الهجمات على مليلية من معابر الناظور، و التي دامت لثلاث ليال صعبة قبل ان تعود الأمور للهدوء اثر تعبئة أمنية غير مسبوقة جمعت كل القوات الأمنية و الجيش.

هاته الحالة الاستثنائية و التاريخية غير المسبوقة، يمكن قرائتها بسرعة في سياق معركة كسر العظم بين المغرب و اسبانيا و وسائل الضغط و توابع أحداث سبتة، و لكن القراءة الأخرى تحيلنا على رسائل توجه لأول مرة بالواضح للدولة المغربية من شباب يبدو انه فقد كل أمل في تحسين وضعيته او حتى عودتها الى حالها بعدما أغلقت أمامه بين ليلة و ضحاها أبواب كان يظنها لن تغلق أبدا.

هؤلاء الشباب الذي فجر غضبه هذه المرة في سياج مليلية، يكون قد وجه ثلاث رسائل بليغة للدولة: 1

ان الهدوء الذي تشهده المناطق الفقيرة المحيطة بمليلية و خاصة فرخانة و باريوتشينو و ماريواري و بني شيكر، هو هدوء خادع.

فاغلاق الحدود مع مليلية اوقف أكبر نشاط مشغل لساكنة المنطقة و دفع بجحافل الشباب الى نيران البطالة وسط غياب بدائل حقيقية او فرص عمل أخرى.

لذا و مع تفاقم الأزمة تحولت المنطقة الى برميل بارود قابل للانفجار مع أول شرارة و الأمور ستسوء أكثر مع مرور الوقت حين ينكسر حاجز الخوف بدافع من الجوع. 2

أن سياسة تخفي الدولة وراء ظروف جائحة كورونا و التدابير الصحية الطارئة التي رافقتها، انتهى مفعولها مع تراجع الجائحة و عودة الحياة الى طبيعتها.

و الاستمرار في سياسة تعتمد على التخويف و التعبئة الأمنية قد يأتي بآثار عكسية، و العبرة بما شاهدناه من شباب لا يخافون قوات مكافحة الشغب و لا عبوات الغاز المسيل للدموع التي قذفها عليهم الحرس المدني الاسباني.

أن كل التدابير الرسمية و غير الرسمية التي رافقت عملية اغلاق المعابر و من بينها تحركات ذات طابع اجتماعي لصالح نساء التهريب مع فتح البحار أمام الشباب من اجل الهجرة للضفة الأخرى و وعود التسريع بالمشاريع الكبرى التي ستوفر فرص الشغل، ثم مبادرات التشغيل عن طريق الانابيك و فتح الباب أمام رجال الاعمال للاستيراد و انشاء معامل لم يظهر لها اي اثر لحد الان بالحظيرة الصناعية لسلوان او مصنع تدوير يستغل العاملات به.. كل هذا شكل مسكنات و حلولا جزئية و لكنه ظهر قاصرا عن معالجة جوهر المعضلة و هو فقدان الاف العائلات لمصدر رزقها.

ان سياسة الهروب الى الأمام التي تنهجها الدولة اتجاه ضحايا توقف قطاع التهريب بين الناظور و مليلية، لم تنجح و لا يمكنها ان تنجح بل و تهدد بآثار عكسية قد تكون خطيرة.

فتوقف التهريب و ان كان هبة كبيرة للناظور.. و فرصة عظيمة للاصلاح الاقتصادي و الاجتماعي الا انها ايضا فرصة تحتاج من يستغلها لا من يهرب منها..

كما ان استعمال بطالة الاف الناظوريين ورقة ضغط تفاوضية او دبلوماسية أمر يستوجب اعادة التفكير او على الاقل تدخلا لتعويض هذه الفئة عن معاناتها خاصة و ان التهريب و المعيشي منه نقصد لم يكن اختيارا بقدر ما كان واقعا مفروضا في مجتمع يعاني من الأمية و يفتقد للبنيات التحتية الاساسية في كل المجالات.

الواجب على الدولة اليوم، و رغم الظروف، ان تخصص ميزانية ضخمة لاعادة تأهيل المنطقة و مرافقتها في هذه الفترة الانتقالية الصعبة و ان تستغل نجاح ممثليها في المنطقة في تدبير الأزمة عبر مدهم بالأدوات و الوسائل المالية الضرورية للخروج من هذه الظرفية.

فقدرما هربت من الواقع و اغلقت عينيك حتى لا تراه على حقيقته، فإنه لا يغير منه شيئا..

و على من يهمه الأمر ان يتدخل قبل فوات الأوان حيث لا ينفع الندم.

24 مايو 2021
مصدر : ariffino.net.