أسر فقيرة متضررة من تداعيات كورونا تلوذ بالقرى المهجورة في إسبانيا

أسر فقيرة متضررة من تداعيات كورونا تلوذ بالقرى المهجورة في إسبانيا
بدأت منظمات غير حكومية في إسبانيا، بإعادة توطين الأسر الفقيرة التي تواجه صعوبة في العيش داخل المدن الكبرى، ضمن منازل بقرى فرغت من سكانها الأصليين جراء الهجرة ووفيات المسنين.

وتهدف المشاريع الاجتماعية التي تقودها منظمات تابعة للكنيسة الكاثوليكية، إلى توفير المأوى والاحتياجات الأساسية للأسر الفقيرة، وإعادة الأمل في إحياء تلك القرى التي أوشكت تخلو من السكان.

ومن بين تلك المنظمات، تبرز مؤسسة “مادرينا” ومقرها العاصمة مدريد، التي عملت خلال فترة وباء كورونا على توفير الطعام للفقراء والمشردين، والحاجات المتعلقة بالعثور على مساكن للأسر المتعثرة.

وفي إطار أنشطتها الخيرية ومبادرتها تلك، عثرت مؤسسة “مادرينا” على منزل لزوجين شابين لديهما 4 أطفال، هما تمارا

33 عاما)، في قرية “لا توري” التي يبلغ عدد سكانها 140 نسمة فقط، وتقع على بعد حوالي 120 كيلومترا عن مدريد.

وقال رئيس المؤسسة كونرادو جيمينيز، إن هناك عائلات عديدة تبحث عن مساعدات مادية ومكان آمن للإقامة.

وأفاد جيمينيز، بأن معظم تلك الأسر لديها أطفال وتعاني مشاكل في العيش بالمدن الكبرى، على خلفية ازدياد نسب البطالة بسبب تفشي فيروس كورونا.

وذكر أن الحل الأكثر راحة وصحة للأسر الشابة الفقيرة في ظل الظروف الحالية، هو الذهاب والإقامة في منازل بالقرى التي توشك أن تخلو من سكانها.

وأضاف: “حاليا يوجد أكثر من 500 عائلة على قائمة الانتظار للحصول على منزل في الريف. نطلب من رؤساء بلديات جميع القرى فتح منازلهم الخالية لهذه العائلات”.

وأوضح أنهم التقوا رؤساء البلديات ومديري المدارس في عدد من القرى، واتخذوا قرارات مشتركة، ثم عرضوا البيوت الخالية على الأسر المحتاجة.

وتابع: “تعرفنا إلى تمارا وأنطونيو خلال إجراء معاملات توفير المساعدات الغذائية والعينية لهذه الأسرة، كانت لديهم جملة من الاحتياجات الملحة للغاية”.

وبيّن أن “الأم حامل ولديها 4 أطفال. قبل المجيء إلى قرية لا توري، كانت تبكي كل يوم، لأن المنزل الذي يعيشون فيه كان مهملا للغاية وقد قطعت عنه الكهرباء لأسباب مالية”.

ولفت جيمينيز إلى أن أطفال الأسر الفقيرة يعانون مشاكل متنوعة وخطيرة بالمدن الكبرى وفي المدارس خاصة، لذلك يفشلون في التحصيل العلمي، ومن هنا تظهر أهمية إعادة التوطين في القرى كفرصة ثانية لتلك الأسر المتعثرة.

من جهتها، قالت تمارا، إنهم اضطروا إلى الحصول على مساعدات غذائية بعد أن أصبحوا عاطلين عن العمل بسبب تفشي كورونا.

وأعربت عن رغبتها في الانتقال والعيش بالقرية، معتبرة أن هذه الخطوة صفحة جديدة في حياة أسرتها التي لم يحالفها الحظ في مدريد.

وأوضحت أنها عاشت في مدريد ضمن ظروف سيئة، في حي يعاني مشاكل أمنية، وأنها لم تكن تسمح لأطفالها بالخروج من المنزل خوفا عليهم.

نمتلك حديقة خلفية في منزل يقع قرب المدرسة والملعب. إن المكان رائع للأطفال. سيحصلون على حريتهم الكاملة. لا يمكن لأطفالنا أن يعيشوا حياة أفضل من هنا”.

بدوره، قال أنطونيو إن الانتقال من مدريد للعيش في قرية “لا توري” سيكون بمثابة صفحة جديدة في حياة الأسرة التي تشعر بالرضا والسعادة.

وتشكل هجرة الشباب من القرى إلى المدن الكبرى، ووفاة المسنين القرويين في إسبانيا، مشكلة اجتماعية وديموغرافية خطيرة في البلاد، وقد تفاقمت خلال السنوات العشر الماضية.

من ناحية أخرى، أدت الأزمة الاقتصادية التي بدأت مع تفشي وباء كورونا إلى زيادة عدد الفقراء في البلاد.

فيما حذرت منظمة أوكسفام الدولية غير الحكومية، من ارتفاع عدد الذين يعيشون تحت خط الفقر في إسبانيا، من 800 ألف إلى 5.1 ملايين، بسبب الركود الاقتصادي والبطالة المرافقين لجائحة كورونا.

2 مايو 2021
مصدر : ariffino.net.