تشديد تدابير الإغلاق خلال رمضان… مهنيون يتخوفون واقتصاديون يحذرون

تشديد تدابير الإغلاق خلال رمضان… مهنيون يتخوفون واقتصاديون يحذرون
على بعد أيام من شهر رمضان، بدأت السلطات تشدد تدابير الإغلاق خوفا من موجة جديدة لفيروس كورونا، بالحد من الرحلات الجوية مع عدد كبير من الدول، وإلزام المهنيين في عدد من المناطق بساعات إغلاق مبكرة، وسط مخاوف في صفوف المهنيين من تكبد خسائر في شهر رمضان، في حالة اتخاذ إجراءات أكثر تشديدا في الأيام المقبلة تزامنا مع رمضان.

مخاوف المهنيين: رمضان فرصتنا لتعويض خسائر هذه السنة

;بدأ المهنيون والتجار يبدون مخاوفهم من اتخاذ السلطات لقرار تشديد الإغلاق في شهر رمضان، ما سيهدد موارد رزقهم، ويبدد آمالهم في تدارك الخسائر التي تكبدوها خلال العام الماضي، وهو ما عبر عنه أحمد أفيلال رئيس الاتحاد العام للمقاولات والمهن ، مشددا على أن أي قرار يقضي بتشديد الإجراءات سيكون على حساب المهنيين.

ويرى أفيلال أن تشديد إجراءات الإغلاق خلال شهر رمضان سيكون قرارا مجحفا في حق المهنيين، وقال “لا يعقل أن هاد الناس منذ سنة في وضعية مزرية ونشدد الخناق عليهم في رمضان”، مشددا على أن عددا كبيرا من القطاعات تنتعش في شهر رمضان والإغلاق سيؤثر عليها سلبا وسيهدد استمرار نشاطها، خصوصا أن عددا من المهنيين، يراهنون على نشاط رمضان وبالأخص ليلا، مثل قطاع المقاهي والمطاعم؛ لتعويض الخسائر التي تكبدوها خلال هذه السنة.

ويقول أفيلال إن مخاوف المهنيين من تشديد تدابير الإغلاق في رمضان، تم نقلها لرئاسة الحكومة، بتقديم مقترحات ومطالب لتأخير توقيت الإغلاق مساء إلى غاية الساعة العاشرة ليلا، لإعطاء مهلة للمهنيين الذين يتوقف عملهم على الاشتغال بعد الإفطار لممارسة نشاطهم، كما ينتظر أن تتوجه مراسلة تحمل الاقتراحات ذاتها إلى وزير الداخلية عبد الوافي الفتيت، وسط أمل يحذو المهنيين بتجاوب حكومي.

وحذر أفيلال من أي خطوة حكومية قد تمس نشاط المهنيين خلال رمضان، نظرا لما ستخلفه عليهم وعلى شغيلتهم، مشددا على أن أي إجراء تم اتخاذه، يفترض أن تواكبه خطة لتعويض المتضررين من أرباب المهن وشغيلتهم.

تحذيرات… الاقتصاد المغربي هش وقدرات الدولة على تحمل تكلفة حجر جديد ضعيفة

ووسط اتجاه عدد من الدول وآخرها فرنسا نحو إعادة الحجر الصحي وإجراءات الإغلاق بسبب تداعيات فيروس كورونا، يتريث المغرب في الإعلان عن أي تدابير جديدة ومخاوف المهنيين من تداعيات أي إغلاق محتمل خلال شهر رمضان؛ فيما يرى رشيد أوراز، الاقتصادي والباحث ورئيس المعهد المغربي لتحليل السياسات في الرباط، أن الوضعية الاقتصادية الآن أشد سوءا من الوضعية الاقتصادية قبل فرض الحجر الصحي خلال شهر مارس 2020.

أن أي تشديد في ظروف الحجر الصحي سيفجر أوضاعا اجتماعية معقدة، مضيفا أنه بعد سنة من الأزمة الوبائية أصبحت الاقتصادات العالمية والاقتصاد المغربي أشد هشاشة، من حيث قدرتها على خلق الوظائف وخلق النمو الاقتصادي.

وحسب الخبير الاقتصادي، فإن ما جعل الحجر الصحي السابق متحملا إلى حد ما من طرف فئات اجتماعية واسعة؛ هو قدرة الدولة أيضا على تقديم دعم مالي للأسر الهشة وأيضا ضمان أجرة الأجراء والموظفين، متحدثا عن قدرة المغرب على تحمل التكلفة الاقتصادية لأي حجر صحي جديد بالقول: “الآن أظن أن قدرة الدولة على ذلك قليلة إن لم تكن منعدمة، وهذا ما يطرح مشكلة كبيرة على مستوى تقبل تلك الفئات الاجتماعية لأي حجر صحي جديد جزئيا كان أم شاملا”.

في ظل الصمت الحكومي والتريث في الإعلان عن أي قرارات جديدة تخص مواقيت عمل المهنيين خلال شهر رمضان، حذر رئيس الحكومة المغاربة من موجة جديدة لانتشار فيروس كورونا المستجد؛ متحدثا عن ارتفاع أعداد الإصابات الجديدة خلال الأيام الأخيرة.

وقال العثماني في تدوينة له على حسابه الخاص بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، إن «الأيام الأخيرة شهدت ارتفاعا نسبيا في أعداد الإصابات وارتفع عدد الحالات الخطيرة التي تستلزم الإنعاش إلى 72 في 24 ساعة الأخيرة؛ وهذا مؤشر يقتضي الحذر من الجميع حتى لا نشهد موجة ثالثة لا قدر الله».

المخاوف التي عبر عنها العثماني، سبق وترجمتها تصريحات عدد من الخبراء في المجال الصحي؛ والذين حذروا من موجة جديدة من الوباء، خصوصا في ظل ظهور عدد من الحالات التي تحمل عدوى

وعلى الرغم من تحذيرات العثماني، لا زالت الحكومة تتريث في الإعلان رسميا عن أي قرارات تخص شهر رمضان، في الوقت الذي بدأت السلطات المحلية بعدد من المدن، في تنزيل تدابير جديد أكثر تشددا في مواجهة ارتفاع أعداد الإصابات الجديدة بالفيروس.

دوليا، تتجه عدد من دول الجوار نحو تشديد إجراءات الإغلاق في مواجهة تزايد أعداد المصابين بفيروس كورونا يوميا، وفي السياق ذاته، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ليلة أمس الأربعاء، عن توسيع نطاق إجراءات مكافحة “كوفيد-19″، لتشمل كامل الأراضي الفرنسية لمدة أربعة أسابيع اعتبارا من السبت المقبل، وإغلاق المدارس لمدة ثلاثة أسابيع، في محاولة لوقف الموجة الوبائية الثالثة.

وتنص القيود الجديدة على حظر تجول من الساعة السابعة مساء، وإغلاق بعض الشركات وفرض قيود على التنقلات، في خطوة دافع عنها ماكرون، واعتبر أنها الفرصة الأخيرة للسيطرة على الوضع بالقول: “إذا لم نتحرك الآن سنفقد السيطرة على الوضع”.

وحذر ماكرون من وصول وفيات فيروس كورونا في فرنسا إلى 100 ألف تقريبا؛ في الوقت الذي أعلنت وزارة الصحة الفرنسية أمس، أن إجمالي الوفيات وصل إلى 95337 منذ ظهور الوباء في البلاد.

2 أبريل 2021
مصدر : ariffino.net.